أعلن صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم عن إنشاء (برنامج عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة الحوار والسلامِ) بمنظمةِ اليونسكو، ودعمه بميزانيةٍ، قدْرُهَا خمسةُ ملايين دولار، لخدمةِ أهدافِ اليونسكو في مجال حوار الثقافاتِ. واكد سموه في كلمة المملكة أمام الدورة (185) للمجلس التنفيذي لليونسكو التي بدأت اعمالها في باريس امس ان المملكة عَبّرتْ في كلّ مناسبةٍ عن إيمانها العميق بأهمية أن يسودَ السلامُ كلَّ مناطقِ النزاعِ، وأن تَتمَّ معالجةُ المشكلاتِ بالحوارِ الذي يُرسِّخُ المبادئَ المشتركةَ بين الأمم والحضاراتِ المختلفةِ وتسعى إلى تعزيز التعايش والتفاهم وإشاعةَ القيم الإنسانية، كمدخل لإحلال الوئام محل الصدام؛ ونزع فتيل النزاعات والمساهمة في تحقيق الأمن والسَّلام، فعلى الصعيد المحلي فُعِّلت ثقافة الحوار على أوسع نطاقٍ. واضاف سموه "تمَّ إنشاءُ مركزٍ متخصصٍ للحوارِ الوطنيِ، يشاركُ فيه جميعُ أطيافِ المجتمع السعوديِّ. كما أولتْ المملكة عناية خاصة بتطوير برامج التعليم وإعطاء فرصة للجنسين إضافة إلى محو الأمية وتوفير فرص التدريب والتأهيل للعمل. وانفتحت على مختلف الثقافات، والحضارات، عبر ابتعاث قَُرابةِ تسعينَ ألف طالبٍ وطالبةٍ للدراسة الجامعيةٍ في أربع عشرة دولةً في القارات الخمس، وتدعُمُ حكومة بلادي جهود المحافظة على الترابُط الأسري بوصفه الركيزةً الأساسية لاستقرار المجتمع وخطَّ الدفاع الأولِ ضد انحراف الشباب واستقطابهم من قِبَلِ مروِّجي الأفكارَ المتطرفةَ، إضافةً إلى اعتماد برامج ومشاريع للنهوض بالمرأةِ السعوديةِ وتمكينها من المشاركة الفعَّالةِ في جميع مجالاتِ الحياةِ". وقال وزير التربية والتعليم ان مبادراتُ الملكِ عبدِاللهِ بن عبدِالعزيزِ للحوارِ بينَ الأديانِ والثقافاتِ، ومبادراتُهُ المتنوعَةُ لخيرِ الإنسانيةِ تتواصل والتي كان آخرها الإعلان عن إنشاء مؤسسةٍ الملكِ عبداللهِ بن عبدالعزيزِ آل سعود العالميةِ للأعمال الخيريةِ والإنسانيةِ التي ستَنشطُ في مجالاتِ العملِ الخيريِ والإنساني حولَ العالمِ. الأمير فيصل بن عبدالله: المملكة عبرت دائمًا عن إيمانها العميق بأهمية السلام ومعالجة المشكلاتِ بالحوارِ واضاف سموه "وتأكيداً لهذا المسعى الحضاري الإنسانيِ، يسرُني أنْ أعلنَ باسمِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، وبتفويض من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عن إنشاء (برنامج عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة الحوار والسلامِ). وقال الامير فيصل بن عبد الله ان القضية الفلسطينية ستظل بإشكالاتها ومظلومياتها عائقاً كبيراً، لكل مبادرة في العالم العربي لنشر ثقافة السلام والتسامح. وناشد سموه المنظمة أن تنتصرَ بصوتٍ عَالٍ لدعم الحقوق الأساسية في التعليم والثقافة والتراث الفلسطينيِّ مثمنا قرارَ لجنة التراث العالمي في دورتها الأخيرة بالبرازيل الذي تضمّن الدعوة لحماية التراث الثقافي والطبيعي الفلسطينيِّ، وإيفاد بعثةٍ من أجل تقويم حالة تلك المواقع، واكد سموه مُجَدَّداً دعمَ المملكة للقراراتِ الخمسة المتعلِّقة بالمسألة الفلسطينيةِ، والتي تم تأجيلُهَا في دورة المجلس السابقةِ، مشيرا الى انها لم تعد قابلةً لمزيدٍ من التأجيلِ في ظل الأَوضاع السَيئةِ هناك. واكد سمو وزير التربية والتعليم مساندة المملكة التي كان لها شرف المشاركة في إرساء الدعائم الأولى لليونسكو، وستظلُّ أحرصَ ما تكون على تأمين اضطلاع المنظمة بأداء دورها المرجوِّ في تلاشي مسببات الخلاف والفرقة، "حتى تعلو كفّة أعمال الخير التي تبني ولا تهدم.. التي تنصر المظلوم ولا تخذله.. التي تنشر المعرفة ولا تحتكرها.. والتي تُسهم في الحفاظ على البيئة والتراث" . وفي ختام كلمته قال الامير فيصل بن عبد الله إن ثقتَنَا لَكَبيِرَةٌ في قدرة اليونسكو على مواجهة التحدياتِ التي تواجهها، فلنوحِّد جهودَنا تحت مظلتها من أجل استشراف مستقبل أفضل للأجيال القادمة. ونحن متفائلون بأن تشهدَ المرحلةُ المقبلةُ من عملِ المنظمةِ نشاطاً أكثرَ فاعليةً لتحقيقِ الأهدافِ المشتركةِ لنا جميعاً تحتَ لواء المحبةِ والتكاتَفَ ونشرَ السلامِ بينَ شعوب العالم. و أكد الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم في تصريحات أدلى بها عقب كلمته أمام المجلس التنفيذي صباح أمس بأن منظمة اليونسكو قدرت مكانة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكانت تأمل في تواجده أثناء هذه المناسبة . وأضاف سمو الأمير فيصل الذي أعلن عن برنامج الملك عبدالله لنشر ثقافة الحوار والسلام أحمد الله على تمثيلي للمملكة في هذه المناسبة ولإعلان هذا المشروع الكبير الذي ستحتضنه اليونسكو وهي المنظمة التي تحتل ثقلاً عالمياً كبيراً.