الله يستر العزوبية تجتاح العالم والعزاب انتشروا في كل مكان ونسبة العوانس من الجنسين ارتفعت وارتفع سهم العزوبية هل هي ظروف العصر جعلت العزاب يتزايدون أم هي البهجة الكذابة بالعزوبية وحالها وأحوالها أم هي شعارات ترفع تنادي بالحرية وراحة البال والهروب من قيود ومتطلبات ما قبل الزواح وما بعده أم أن في العزوبية لذة لا توجد في الحياة الزوجية؟ فهؤلاء المتزوجون محبوسون في قفص الزوجية على رأي العزاب، فالزواج عندهم هو أشبه ما يكون بمحاولة العبور في طريق مسدود غير سالك، وهو سجن مرعب لا يمكن الخروج منه، فهم بذلك طلقوا قبل أن يتزوجوا، طلقوا الحياة، السعادة، الاستقرار، رفضوا أن يعيشوا مع شريكة الحياة وهي «الزوجة الصالحة الودود» تملأ الدنيا بهاء وهناء وعيالاً، يجلبون السعادة والبشر، ففي الزواج ينشط الزوح الحاني ويتفانى في حبه وإخلاصه لزوجته وأولاده، أما بالنسبة للعازب فتتعطل الأحاسيس الجميلة الفياضة بمشاعر الحب والحنان والرحمة والعطاء والوفاء والسماح، فكأن لسان حال هذا العازب يقول ابتعدي أيتها المرأة إن مجرد الارتباط بك يسلمني إلى جو يشقيني، يحيلني إلى شبح إنسان، إلى كابوس مفزع، إلى جهاز ريموته بيدك، إلى دمية، إن فكرة الارتباط بك أيتها المرأة أسخف ما سوف أفعله، إن الحياة الزوجية هي أشبه ما تكون بمرض عضال يجب أن أتناول الدواء ليشفيني منه، وأعتقد أن أمثال هؤلاء لا يدركون أهمية الحياة الزوجية، وأهمية الزوجة الصالحة والأولاد، وأنه من رغب في سنة حبيبنا محمد فليس منه فلقد حثنا نبينا على أن نتزوج الولود الودود، لقد قتل هؤلاء كل شيء جميل، إن الذي ينادي بالعزوبية يتحجج وبحجج واهية مثل بيت العنكبوت من ذلك دفع المهر الذي هو هدية العروس والشقة والأثاث وصالة الأفراح والولائم والذهب والهدايا للأم وغيرها ومصاريف ما بعد الزواج، لقد غاب عن بال هؤلاء الذين جعلوا الزواج نحساً إن من أحسن وأقبل وسعى حق السعي فإن الله يفتح له أبواباً من الرزق وتسهيل مهمته لإكمال نصف دينه، فبعض العزاب يرفعون يد الاحتجاج دائماً عندما يطلب منهم والديهم أن يتزوجوا فليفق هؤلاء من رقادهم قبل فوات الأوان، ووصول قطار العمر إلى حافة القبر، لماذا يرفس هؤلاء النعمة بأيديهم المطلخة بدماء الزواج الذي قتلوه، الزواج صيانة واستقرار وراحة وأمل وسعادة وأنس واستبشار ومشاركة زوجة صالحة وأبناء يرفعون الرأس ويحملون اسم آبائهم ويكونون لهم عوناً بعد الله، الأهم هو اختيار الزوجة الصالحة لكن بعض أولياء الأمور وقفوا عثرة أمام تزويج البنات إما طعماً براتبها أو جعلها تخدم بالمنزل أو طمعاً بالمهر الكبير والذهب الوفير فكأنهم أعلنوا على أبواب بيوتهم إعلاناً مفاده (نحن ندعوك إلى زيارتنا لترى أيها العازب بنفسك كم هو مريع القبر الذي ستنام فيه النومة الأبدية شعارنا الابتسامة!) ومن هنا أعلن بعض أولياء الأمور وكما هو الحال في العزاب العازفين عن الزواج الحداد على الزواج والضحية هو وهي الشاب والشابة فلا بد للرجوع إلى الضمير ومراقبة الله، ولا بد للعازب من إرادة جديدة تجعله يقاوم العزوبية ويكون فيه من الصلابة والتماسك ما يكفيه لمواجهة الحياة وحيداً فرداً قال تعالى (رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين)، يبدو منكفئاً على نفسه يصارع الوقت وحده ويصارع الحياة وحده فلا من يرعاه فتحية للزوج الوفي الذي اختار طريقه نحو حياة سعيدة كما رسمها الخالق المنان، وتحية للزوجة الوفية فقديماً قيل «فلان قر عينه بعروسه وفلانة قرت عينها بعريسها» وفي عصر انفلات السلوك نحن بأشد الحاجة إلى الزواج، فالزواج ظل يظل الزوجين ولكن مع كثرة العزاب والعازبات والمطلقين والمطلقات نعزيكم ونقول الزواج طيب الله ثراه وعظم الله أجركم.