"مجموعة تفاؤل" -التي تعرض أفرادها لحوادث مختلفة في الحياة أدت بهم إلى الجلوس على الكراسي المتحركة-؛ نشأت من المؤتمر الثالث للإعاقة الذي عقد عام 2009، وتهدف إلى خدمة الإعاقة ودعم المعاقين نفسياً، وخصوصاً المعاقين حديثاً؛ كونهم أشد حزناً وألماً، من خلال برامج ومواقف تعيد النظر إلى الحياة بتفاؤل وأمل، إلى جانب نشر ثقافة التطوع لخدمة هذه الفئة في المجتمع. تقول "صبا الأنصاري" -خريجة علوم، التي تعرضت لحادث منزلي أدى إلى جلوسها على الكرسي المتحرك منذ أكثر من سنتين- كنت في البداية أتظاهر بالتفاؤل وتجاوز مشكلتي، وأردد "جمل رنانة" عن القدرات الذاتية لتجاوز أي مشكلة بما فيها مشكلة الإعاقة ومواجهة الحياة، وبما أني لم أكن صادقة، كانت تتعثر رسالتي بالوصول لمن حولي، وكانت إحدى زميلاتي دائماً تسألني عن الحزن الذي يظهر علي واضحاً رغم الجمل البراقة والمشرقة التي أرددها، وفيما بعد عرفت أن ما بداخلي أقوى من كلمات تنطلق من اللسان، ومع الوقت واندماجي مع "مجموعة تفاؤل" رأيت الحياة بنظرة بيضاء وايجابية، وآمنت بقدراتي، ومن هنا بدأت أتغير داخلياً، حتى رسوماتي تغيرت وأصبحت أكثر تفاؤلاً، وخفت بل اختفت لغة الحزن منها، والآن أنا مشغولة بإكمال رسم صورة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز حيث اشعر بالامتنان لسموه فقد كنت أرقد في مدينة الأمير سلطان الخيرية. جانب من لقاء المعوقين في المجموعة وأوضح "مبارك" - نائب رئيس المجموعة، وموظف في شركة الاتصالات السعودية، ويعاني من شلل رباعي، ويساهم بشكل شخصي في تصليح كراسي المعاقين- أن الإحباط هو الأكثر انتشاراً بين المعاقين؛ لذا فهم يحتاجون للدعم النفسي، خاصة الذين يتعرضون لضغوط الأهل، فبعض المعاقين لديهم أنشطة ورغبة في العمل، إلاّ أن أهاليهم غير مقتنعين بقدراتهم فيمانعون تنفيذ أي نشاط، ويتضاعف هذا الأمر بين الفتيات، فالفتاة تعاني من إعاقة جسدية وإعاقة مجتمع لأي نشاط تود تنفيذه، مشيراً إلى أن القيود الاجتماعية تسبب عائقا كبيرا لأنشطتنا، مثلاً عندما نرغب في عمل نشاط في سوق تجاري تواجهنا كثير من الصعوبات، ولو تسهلت أمورنا لأحيينا كثيرا من المواقع بالأنشطة التي تربط المعاق بالمجتمع وأفراده. وذكرت "صيتة الشهراني" -دبلوم سكرتارية، وتعمل في وزارة الشؤون الاجتماعية، ولديها شلل في الطرف السفلي من القدم- إننا أقوى تأثيراً من الأشخاص غير المعاقين؛ كون الشخص يرانا نماثله ونشعر بما يشعر فيعرف أننا نتحدث من تجربة، ويرانا أمامه خير دليل على قدرتنا في تجاوز مشكلتنا رغم اعاقتنا الحركية، مما جعل البعض ينضم للمجموعة ليشاركونا رسالتنا. وناشدت المسؤولين تنفيذ القرارات الخاصة بالمعاقين الصادرة من مجلس الوزراء، فهناك الكثير من القرارات التي تساعد المعاق على مواجهة متطلبات الحياة، وقالت: "أما الأفراد فلا نحتاج منهم سوى المساندة الإنسانية".