تعددت الروايات حول التغريبة الكبرى (لبني هلال) وقصة نزوحهم من نجد إلى تونس الخضراء بسبب 8 سنوات من الجدب المتواصل وتروى قصة النزوح من خلال المخيلة الشعبية بأوجه وروايات مختلفة تعتمد في الغالب على التضخيم والمبالغة حتى تحولت إلى ما يشبه الأسطورة وقسمت إحدى القصص المروية في نجد البطولة بين فتاة هلالية اتهمت بالخيانة من قومها عند ما كانت تغادر فراشها في ساعة متأخرة من الليل لكنهم عندما تتبعوها وجدوها تصعد مرتفعا تمضي عنده بقية الليل تردد كلمة (كريم) وهي تتابع وميض البرق ينهض من ارض تونس الخضراء ..!! في المغرب العربي الذي كان سببا في رحيلهم وبين ابو زيد الهلالي وذياب بن غانم والزناتي حاكم تونس وابنته الجميلة (الصفيراء) التي ضحت بمملكة والدها كما تقول الحكاية وبحياته عندما هامت عشقا بمرعي أثناء إيداعه سجن والدها مع رفاقه فدبرت مكيدة لوالدها قتل على اثرها من قبل ذياب بن غانم التي تنبأت قبل ذلك وهي الفتاة التي (تكهن وتضرب الودع) لمعرفة الطوالع والأحداث بأنه سيقتل على يد فارس من الجزيرة اسمه ذياب بن غانم إلى آخر القصة التي دونت لنا الرحالة الانجليزية الليدي آن بلنت عام 1879م في كتابها رحلة إلى بلاد نجد ما رواه لها احد إدلائها المدعو راضي أثناء توجههم من الجوف إلى حائل عبر طريق ما يعرف بأبو زيد الهلالي: يقول راضي منذ سنين طويلة، كانت هناك مجاعة في نجد وأصبح بنو هلال بدون قوت وعندئذ تحدث ابو زيد شيخ القبيلة مع قريبة (مرعي) ويونس فقال لهما فلنخرج في اتجاه الغرب ولنبحث عن مراع جديدة لقومنا. آثار تنسب لبني هلال وساروا حتى اتوا الى تونس الغرب التي كان يحكمها في ذلك الزمان الامير الزناتي ونظروا الى الارض فأحبوها وكانوا على وشك العودة بالاخبار الى قبيلتهم عند ما وضعهم الزناتي جميعا في السجن. وكان للزناتي بنت باهرة الجمال اسمها (سفيري) ولما رأت مرعي في السجن (الدباب) وقعت في حبه واقترحت انه يجب ان يتزوجها ووعدت ان حياته وحياة رفيقيه ستنقذ ولكن مرعي لم يهتم بها ولم يكن ليرضى في البداية ومع ذلك فقد استمرت في حبها وقصدت ان تصنع جميلا نحوهم وتشفعت الى ابيها ان يبقي على حياتهم وعنئذ اخذ الزناتي يحتار في امر سجنائه وهو يسمع من ابنتهم انهم من اصل كريم ولم يعرف ماذا يصنع بهم وعندما اخبرتهم بهذا اقترحوا ان واحدا منهم يجب ان يطلق ويذهب الى وطنه من اجل ان يحضر فدية لرفيقيه ولكنهم كانوا في قلوبهم مصممين على ان ابو زيد هو الذي يجب ان يذهب ويجب ان يعود ليس بفدية بل بجميع قومه الى تونس واطلاق سراح رفيقيه وحملت سفيري المقترح الى ابيها وقالت اثنان من هؤلاء الرجال من اصل كريم ولكن الثالث عبد مملوك الا اني لا اعرف أيا من الثلاثة هو واذن فدعه يذهب ويأتي بالفدية من اجل سادته. وقال الزناتي وكيف نكشف العبد من بينهم فقالت بهذا خذهم الى مكان وحل ( قذر ) ومرهم ان يمروا من فوقه وسترى ان العبد سيجمع ثيابه حوله بعناية في حين سيترك النبلاء ثيابهم يعلق بها الوحل فوافق وأمروا بالمرور فوق الوحل فوضع أبو زيد وكان قد حذر من سفيري عباءته على رأسه ورفع قميصه حتى خاصرته وعلى ذلك فقد أطلق أبو زيد وعاد إلى نجد وبعد ان جمع كل قومه قادهم عبر النفود في نفس الطريق متخذا الدرب الذي رأيناه الآن حتى يمكنهم من الوصول ثم واصل سيره بهم الى تونس وضرب حصارا على المدينة لمدة سنة الا انه لم يستطع دخولها وما كان ليستطيع أخذها لولا سفيري التي كانت تقوم بحبك المؤامرات ضد ابيها كانت سفيري (الصفيرا) فتاة حكيمة تعرف القراءة والكتابة وتعرف السحر وتستطيع تفسير التنبؤات ومنها نبوءة تتعلق بالزناتي مؤداها انه لا يمكن قتله في أي معركة الا بواسطة شخص معين اسمه (ذياب بن غانم) قاطع طريق في الصحراء المجاورة وارسلت الصفيراء خبر الى ابو زيد الذي ضم قاطع الطريق هذا الى خدمته وارسله في الفرصة التالية ضد الزناتي حينما خرج الى القتال وذبح الامير الزناتي ثم صار ابو زيد اميرا لتونس وتزوج مرعي سفيري (الصفيرا) تلك هي قصة راضي ويرجى ان لا تكون صحيحة تماما فيما يتعلق بخديعة الصفيرا لابيها.