العمل في مجال الدراسات التسويقية وإعداد الاستمارات من أهم أساليب التخلص من البطالة، إضافةً إلى بعض الأعمال الأخرى التي يمكن للفتاة أن تستثمر وقتها بها وهي داخل منزلها، من خلال عمل دراسة لأذواق المتسوقين واختيارهم للسلع وطريقة الاستهلاك، حيث بدأت مجموعة من الفتيات يتجهن لهذا المجال للقضاء على البطالة، وكسر روتين انتظار الوظيفة. تعريف بالمنتج تقول الباحثة "بدرية الشهري": إن مجال العمل من المنزل في تقديم الدراسات التسويقية من أفضل المجالات التي يمكن أن تعمل فيها الفتاة وتستفيد منه، مبينةً أنها تتقاضي من 1500 إلى 3 آلاف ريال كل شهرين، مبينةً أن هذه الميزانية تساعدها في دعم أسرتها بجهد بسيط، إضافة إلى أنها تشغل وقت فراغها فيما هو مفيد، مطالبةً بتفهم كبير من المجتمع حول هذه الدراسات والتي تهدف إلى التعريف بالمنتج ومدى الإقبال علية والنوعية المفضلة، مشيرةً إلى أن من أهم المشكلات التي تصادف العاملات في هذا المجال، هي عدم تفهم المجتمع وتخوفه من بعض الأسئلة عن الدخل الشهري، مع أن الفتاة يمكن أن تكون لديها شبكة علاقات من خلال الأهل والأقارب والصديقات، ناصحةً الفتيات باستغلال طاقاتهن في مثل هذه المجالات، والتي يمكن للمرأة العمل فيها ضمن خصوصية تتوافق مع المجتمع، حيث يمكن للفتاة إجراء هذه الدراسات من بيتها عبر الهاتف أو من خلال الزيارات الأسرية أو زيارات المولات النسائية، وإجراء هذه البحوث التي تسلم في النهاية لشركات متخصصة تقوم بعمل إحصائيات لصالح المنتجين والتجار. تدريب وبحوث وطالبت الباحثة "نورة القحطاني" بافتتاح مكاتب متخصصة للفتيات، تدربهن على البحوث التسويقية، ثم عمل الدراسات بمقابل رواتب شهرية، مع تعريف المجتمع بثقافة الاستبيان وأهميته في إيجاد الإحصائيات والدراسات العلمية، مبينةً أنها خاضت هذه التجربة ووجدت فيها الكثير من المتعة، مما يمكنها من التعارف على العديد من السيدات، وعمل استبيانات من منزلها من خلال مجتمع الصديقات وتقييم العديد من المنتجات. كسب الثقة وأكدت "رجاء إسماعيل" - باحثة - أن العمل في مجال البحوث التسويقية يمكن أن يحقق للمرأة دخلا يصل إلى 5 آلاف ريال في الشهر، طالما أنها تدربت على آلية التعامل مع المستهلكين للسلع وعرفت كيف تكسب ثقتهم، مضيفةً أن عدم تفهم البعض لهذا العمل يعرض الباحثة للحرج، وخاصة إذا طلبت الإجابة عن الأسئلة في أماكن عامة، مما يعرض الباحثة للإحراج أو الإساءة إليها في بعض الأحيان، بل والشك في سبب طلبها للمعلومات، لافتةً أن التعامل مع الجمهور يحتاج من الفتاة أن تتحمل وتصبر حتى تكسب ثقة العملاء. خروج من البطالة وقال "بهاء عبد المجيد كامل" مدير مكتب الشرق الأوسط للدراسات التسويقية في عسير: انه يتم تدريب الفتيات على الإلمام بالاستمارات وطريقة عملها في أماكن تجمع السيدات والمراكز التجارية، لمعرفة مدى الإقبال على منتج ما وتطويره أو تغيير طريقة تسويقه والتغيرات التي يمكن أن تطرأ عليه، ذاكراً أن اللاتي عملن في هذا المجال حققن نجاحاً كبيراً، مما يتطلب تفهم المجتمع لهذا العمل ودعمه للفتاة للخروج من دائرة البطالة، مؤكداً أنه يتم تدريب الفتيات على فن الحوار وأسلوب استنباط المعلومات وفن التعامل وتفهم الآخرين، والاستماع والإنصات للعميل، بالإضافة إلى إعطاء المعلومة بشكل صحيح وكتابة الاستمارة بشكل صحيح، موضحاً أن هناك فتيات أثبتن جدارتهن في العمل في هذا المجال، وهن بحاجة إلى وقفة المجتمع وتفهمه لطبيعة هذا العمل. وأضاف ان هذه الدراسات تشكل مؤشراً هاماً للمصنعين والمنتجين ومقدمي الخدمات، لقياس مدى تقبل المستهلكين لهذه المنتجات وكيفية تقبلهم لأي سلعة، وهي الدراسات التي يحرص رجال الأعمال والمنتجين لتوجيه منتجاتهم في الوجهة الصحيحة التي تضمن لها النجاح والتسويق. مكسب مالي ورأى "حسين المري" مدير مكتب العمل في منطقة عسير أن المرأة بإمكانها أن تستفيد من قدراتها وطاقاتها في العديد من الأعمال، وأن تحارب البطالة بإنتاجها، مبيناً أن المرأة من خلال عملها في منزلها يمكنها أن تساعد أسرتها ونفسها بعمل يتوافق مع ظروفها ويعم خيره عليها وعلى أسرتها. وتقول "حنان عسيري" -سيدة أعمال-: إن المنظمة العالمية للعلوم و"التكنولوجيا" أكدت أن نسبة كبيرة من السيدات في المجتمعات العربية يعملن في القطاع غير الرسمي، وغير المسجل للدخل والخاص بالإنتاج المنزلي، كالمصنوعات اليدوية وحياكة الملابس والمنتجات الغذائية والدراسات التسويقية، مؤكدةً أن هناك دراسات تؤكد أن (80%) من هؤلاء السيدات ينتمين للطبقة ذات الدخل المتوسط والتي ترتفع فيها نسبة الأمية، مضيفةً أن فكرة عمل المرأة من منزلها برزت في الغرب وبشكل منظم، داعيةً سيدات الأعمال إلى استثمار طاقات المرأة في منزلها بما يوفر خصوصيتها، مبينةً أن عمل المرأة من المنزل يحتاج إلى إرشادات ودورات تدريبية وتوعوية وتزويد الدارسات بكتيبات ونشرات لتصنيف الأعمال وتوفير التعليمات والشروط ضماناً لحقوقهن، وأن هذا العمل سيحقق لها رعاية بيتها وأسرتها وتحقيق مكسب مالي يساعدها. شركات عالمية ورأت "د.أمل الجنيد" مديرة شركة الباحث المميز، أن الفتيات مميزات في العمل في مجال البحوث التسويقية ويستطعن أن يتحملن المسؤولية بشكل كامل، مبينةً أن الكثير منهن يتحمسن للعمل وذلك بعد أن يحصلن على التدريب المناسب، مضيفةً أنها تطمح إلى أن يصبح للمرأة السعودية كيان كبير في مجال العمل في البحوث التسويقية، والتي يمكن أن تستوعب شريحة كبيرة منهن سواء من خريجات الثانوية العامة أو الجامعات، موضحةً أن العديد منهن استطعن التواصل مع شركات عالمية في هذا المجال، مشددةً على أهمية دعم الأسرة والمجتمع السعودي للعمل في هذا القطاع والحد من البطالة.