لا أدري إن كان هذا الكتاب شكلاً مختلفاً في الكتابة، ولا أدري إن كان يمكن أن أسميه (شعواية) نحتاً من شعر – رواية، لكنني على الأقل أحفظ به نتاج «روما» الأدبي من الضياع.. هذا ما يورده عبدالناصر حداد في إصداره المنحوت الذي جعل عنوانه «أنا روما: شعواية» الذي جاء ضمن سلسلة كتاب بيت الشعر الفراتي، في اثنتين وثلاثين ومئتي صفحة من القطع المتوسط، التي نشرها ضمن إصداراته بيت الشعر الفراتي. ومنذ أن يقف القارئ مع حداد فيما يعرضه في مثلث القمر يجد نفسه في حضور غير مألوف وذلك عبر مشاركة في مساجلة رومانية كما أرادها الكاتب لتنطلق بداية بحرف الراء.. ليستظهر مع المؤلف بعد ذلك كثيراً من المستجدات التي يجدها بين ثنايا ما يقرأ من مشاركات وردود لأعضاء منتدى الفصول الأدبي تارة، وعبر ما تقدمه نصوص حداد من تدفقات مسكوكة بين الشعر والرواية تارة أخرى، ليكتشف القارئ بعد ذلك أنه، مهما ألمّ به من صداع في القصيدة ومهما تجاذبه من بوح ونوح، لا يستطيع أن يخوض في التفاصيل عبر ما تكتنزه من أعماق لا يجد المتابع لتلك التفاصيل إلا أن يتناول مع الكاتب أقراصاً مهدئة للقافية.. لتعود روما ثانية إلى رحمة ناصر القاسية، وإلى جحيمه الرحيم، لتعد العدة للذوبان، لترتمي في طيفه الحالم الحاكم، وتنااااااام... يقدم عبدالناصر في نصوصه المتزاوجة نداءات إلى العالم الافتراضي، وإلى شقيقه العالم الرقمي، بلغة لم تخل من لغة رقمية تحكي واقع الحضارة المنقوشة بالأصفار، الذي يشبه نقش الأرواح فوق الماء.. ليصبح مقصد القصيدة عالياً على المعنى، مطلا بأفكار حداد على كينونة العدم، ليظل الشاعر ينشد حرفه الحرفيّ أن يحرره من المبنى ليكون حراً في معان أخرى وألفاظ أخر تراوح بين النقش الحضاري حيناً، وحسابات اللغة الزمنية الصفرية حيناً آخر.. إلا أن ذاتية الشاعر تتجاوز فيما يجسده من خارطة عوالمه اليومية بمختلف أطيافها وسكانها، ليأبى عليه مداده الكتابة عن ذلك العالم إلا بلغة «الشعواية» التي تغنت بجاز المجاز، وغنت سجال الشبابيك و»غنواية» أن روما ا.