شدد الدكتور صالح بن غانم السدلان على أهمية تحقيق الأمن الفكري قائلا: إن الأمن الفكري هو كل شيء عند الناس، فهم بذلك آمنون على عقولهم وأفكارهم وأخلاقهم ومجتمعهم، موضحا أهمية دور خطبة الجمعة ومكانتها في الدين الإسلامي، في إرشاد وتوجيه الناس، بعيدا عن التعمق والجزئيات والخلاف المذهبي، فمنبر الجمعة ليس محلاً للتنطع والغلو واتهام الناس وتصيد الأخطاء. جاء ذلك خلال لقائه بخطباء جوامع الزلفي مساء أمس الأول بحضور محافظ الزلفي زيد بن محمد آل حسين ومدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة عبدالله بن احمد القشعمي، بمقر توعية الجاليات، وذلك ضمن برنامج (خطبة الجمعة وأهميتها في تحقيق الوسطية والأمن الفكري) الموجهة لخطباء الجوامع، والذي ينفذه فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الرياض بالتزامن في جميع محافظات المنطقة، حيث استهل برنامجه بزيارة لمقر إدارة الأوقاف والاجتماع بمديرها ومنتسبيها، بعد ذلك انتقل الجميع إلى مكان اللقاء بمقر توعية الجاليات، حيث بدئ الحفل بالقرآن الكريم. دور الخطيب إرشاد الناس وتوجيههم وتناول المشاكل الاجتماعية وألقى محافظ الزلفي آل حسين كلمة جاء فيها (يعلم الجميع أن عنوان تقدم الأمم وفخارها. ومبعث أمنها واستقرارها. مرهون بسلامة عقول أفرادها ومدى ارتباطهم بمكونات أصالتهم، وثوابت حضارتهم وانتظام منظومتها العقدية والفكرية ونوعيتها الثقافية، إلى أن قال الامن الشامل مطلب رئيسي لكل أمة إلا أن هناك نوعا يعد من أهم أنواعه وأخطرها، ذلكم أيها الأخوة الامن الفكري، فإذا تلوثت أفكار الناس بمبادئ ومناهج منحرفة فقد حل الخوف الذي يقضي على مقومات بقاء الأمة). بعد ذلك القى محاضرة الدكتور صالح السدلان أستاذ الدراسات العليا بجامعة الامام محمد بن سعود قائلا: نحن اليوم معكم وذلك لمشاركتكم والتباحث معكم أيها الخطباء فيما تقومون به من عمل جليل، وفيما ينبغي أن يكون من توجيه لبعض الجوانب المهمة والأثر العظيم في المجتمع، أيها الأخوة اللقاء يتضمن عدة أمور أولها: خطبة الجمعة ومكانتها وتأثيرها في النفوس، ثانيا الوسطية التي امر الله بها أنبياءه ورسله وأتمها خاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام الذي يقول (إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من قبلكم الغلو في الدين)، ثالثا الأمن الفكري الذي يتناول عدة جوانب. جانب من الحضور وتابع: بل ينبغي للإنسان واعني الخطيب أن تكون مهمته القصوى إرشاد الناس وتوجيههم، كذلك ينبغي ان تتناول الخطبة المشاكل الاجتماعية والأمور التي تفيد المجتمع، بعيدا عن الأشياء الشاذة حتى لوكان الخطيب عارفا بها، إلا إذا انتشرت واحتيج إلى علاج لها، وأما الوسطية فأقول للخطيب لا تتردد في ذلك.تحدث بوسطية في كل شيء وفي جميع صور المعاملات كن متوسطا ومعتدلا. اقتداء بالأنبياء والرسل، نريد منك أيها الخطيب أن تتعرض لهذا المنهج (الوسطية) بعيدا عن الإفراط والتكلف، بعيدا عن التفريط والإهمال، حضّر لخطبتك ونسقها ولا تطيل على الناس، وأعلم أنه من الحماقة أن تتصيد الأخطاء وتكون هي موضوعك في الخطبة، وهو بلا شك لا يجوز، أما الأمن الفكري فأننا نستطيع القول إنه كل شيء، إذا آمنوا على أفكارهم وعقولهم وأخلاقهم ومجتمعهم، والكل يعلم أن ماجاءنا من انحراف فكري من التكفير والتفجير إلا من الانفتاح والجهاد في أفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك، عندما التقى الشباب هناك مع أناس وغيروا من أفكارهم، فعندما ذهبوا مستقيمين رجعوا منحرفين في عقيدتهم ومنهجهم وفي بغضهم للحكام والعلماء والمجتمع، انظروا إلى الانقلاب الفكري، فالأمن الفكري لابد أن تتحدثوا عنه وتقرؤوا عن هذا الأمر المهم الأمن الفكري الأمن الاجتماعي والغذائي والأخلاقي أيضا كلها تؤثر في الناس، فالناس يا إخوان لا يسمعون شيئا إلا الخطب المكررة منذ عشرين سنة لم تتغير، وفي نهاية اللقاء استمع فضيلته لمداخلات خطباء الجوامع الحاضرين وأسئلتهم. القشعمي يقدم إهداء للشيخ السدلان «تصوير- محمد الفيفي» بعد ذلك تفضل آل حسين ومدير إدارة الاوقاف بإهداء الدكتور السدلان هدية تذكارية بهذه المناسبة هذا وقد تجول فضيلته داخل أرجاء مبنى توعية الجاليات مستمعا لشرح واف عن محتويات المقر، وقد رافق فضيلته خلال زيارته كل من تركي بن عبدالله السلوم مدير مكتب الدكتور السدلان وعبدالله بن راشد الغانم الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية وحسن بن عمر البريكي. من جهته ثمن مدير إدارة الأوقاف والدعوة والإرشاد عبدالله بن احمد القشعمي لفضيلته هذا الجهد المبارك راجيا من الله ان ينفع به وان يجزيه بالخير والحسنات عن الجميع إحسانا، ومنوها بخطوات الوزارة المباركة في هذا البرنامج ممثلة بفرع الوزارة بالرياض ولمدير الفرع الشيخ عبدالله آل حامد، مضيفا أن الإدارة سوف تقوم بمواصلة عملها في هذ البرنامج ومتابعة الخطباء في جوامع المحافظة وتصحيح وتدارك السلبيات إن وجدت.وتعزيز مبدأ الوسطية والاعتدال الذي يأمرنا به ديننا الحنيف.