كمواطن.. شعرت بصدق بالفخر خلال محاولتي قراءة مضامين مشروع المؤسسة الخيرية العالمية التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. هذا المشروع المتفرد الذي يأتي كتتويج للدور الرائد الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين على الصعيدين الإنساني والخيري ويحظي بتقدير عالمي عزز من مكانة المملكة العربية السعودية كمملكة للإنسانية. ومبعث فخري هو الرؤيا غير المسبوقة التي يمكن أن تجعل من هذا المشروع نقلة تاريخية في أداء العمل الخيري ليس داخل المملكة العربية السعودية وحدها بل أيضاً علي الصعيد الإسلامي (خدمة الدين والوطن والأمة والإنسانية جمعاء ونشر التسامح والسلام وتحقيق الرفاهية وتطوير العلوم). فالمؤسسة برسالتها تجاوزت حدود المحلية لتعيد تعريف مجالات العمل الخيري والإنساني بما ينسجم مع متطلبات العصر وضرورات الواقع، كما أن إنشاء هذه المؤسسة يعزز مبدأ المسؤولية المشتركة تجاه حاضر الإنسانية ومستقبلها ويشجع شعوب العالم ومؤسساته على التعاون لتحقيق ما تحتاج إليه الإنسانية من مشروعات تحقق مصالح الإنسان المشروعة والمشتركة في العالم. والمؤسسة باستراتيجيتها ومحاور أهدافها عمل إنساني متكامل ونموذج مثالي لمؤسسات المجتمع المدني التي تسعى لترسيخ القيم النبيلة المنبثقة من روح الدين الإسلامي الحنيف من خلال خدمة المسلمين وشعوب العالم التي تحتاج إلى العون عبر منظومة من المناشط الخيرية والثقافية والاجتماعية التنموية بهدف خلق واقع جديد للفئات المستهدفة. والمؤسسة ببعدها التثقيفي تلبي حاجة حيوية لتقديم الإسلام في صورته الأصلية سواء من خلال الحوار الحضاري الراقي أو الإصدارات والبحوث العلمية والكتب والمذكرات والدوريات والتراجم الرصينة أو المراكز الإسلامية المتميزة أو الجامعات أو المعاهد والمدارس والمكتبات التي تجسد قيمنا ومبادئنا. وهو الأمر الذي يؤكد على اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالتعاون بين الشعوب، ونشر قيم التسامح والسلام في العالم، وهذه المبادرة تتصل بمبادراته الإنسانية حفظه الله ومنها مبادرته في الحوار لتحقيق التعاون والتواصل والتعايش بين الشعوب الإنسانية، وتحقيق التعاون بينها في المشترك الإنساني. والمؤسسة بشمولية رسالتها إضافة تنافسية في إعلانها عن جائزة خاصة باسم المؤسسة للجهات التي تعمل على خط متوازٍ في المجالات ذات الصلة المختصة بأغراض المؤسسة مما يساهم في تركيز العمل والدقة في اختيار المشاريع الإنسانية والرفع من مستواها لتنال حظوة اجتماعية ومكانة دينية عميقة تؤثر في المستفيد أياً كان بلده، وخاصة المواطن السعودي بالدرجة الأولى.