كانت أشلاءً متناثرة الرعب والخوف والسلب والنهب، أشباح تطارد المقيمين في الهجر والقرى والمدن والمسافرين وتجعل الأمن شبه مستحيل.. لا، بل مستحيل.. فلا يأمن المسافر «الجمّال» من الدرعية إلى الرياض على نفسه وبضاعته «التمور، الخضار، الفواكه وحتى الحطب» التي تُجلب لأسواق الرياض والتي كانت تُعتبر سفراً في ذلك الوقت وقس على ذلك المناطق الأخرى والمسافات المتباعدة أكثر خطراً.. حتى هيّأ الله لهذه البلاد أحد عباده الصالحين عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود الموحِّد الذي وحّد هذه المملكة المباركة على كلمة التوحيد «لا إله إلاّ الله محمد رسول الله» وأقسم على نفسه أن تقوم هذه الدولة المباركة الدولة السعودية على منهج التوحيد ودستورها كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأقام العدل ونشر العلم واستتبّ الأمن حتى أصبح المواطن والمقيم يقطع آلاف الكيلومترات مع أسرته وحيداً من شرق المملكة إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها لا يخشَى إلاّ الله. فحمداً لك يا الله الذي هيأت لهذه البلاد ذاك الابن البار والبطل المغوار الذي وفقته لإرساء أركان مملكته وتثبيت أطنابها حتى أصبحت مثلاً يقتدى به في الوحدة والتلاحم والتراحم والقوة والمنعة. فنسألك بمنك وكرمك أن تجزيه عنّا خير الجزاء وتحفظ أبناءه وأحفاده، وتعينهم ليواصلوا المسيرة على نفس الخطى والمنهج الذي سار عليه رحمه الله في تحكيم كتاب الله وسنة نبيه. أدام الله راية العز والتوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله» عالية خفاقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. *مدير شركة النمال