** حسناً فعلتْ وزارة التربية والتعليم هذا العام.. عندما اعتمدت تطبيق المقررات الجديدة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة.. والهادفة إلى تبني حاجات الفرد والمجتمع ومتطلبات العصر وسوق العمل.. وتقوم على تعلم مهارات التفكير العليا المؤدية إلى التحليل والكشف عن القدرات والمواهب وتنميتها وبناء الشخصية المستقلة والاعتماد على الذات في تحصيل المعرفة الانسانية أيضاً.. ** ولاشك ان هذه التوجهات (التربوية) العظيمة ، سوف تحقق الكثير من الأهداف الغائبة في الماضي.. بفعل الفصل الجاد بين التربية والتعليم.. وإن شئت ان أكون دقيقاً فإنني سأقول الإهمال التام للأسس والقيم التربوية والاعتماد فقط على سياسة التلقين والحفظ.. وحشو الأدمغة بمعلومات ما أنزل الله بها من سلطان لا تلبث ان تتبخر بمجرد أداء الطالب والطالبة لامتحاناتهما في تلك المواد بساعات.. ** وتحقيقاً لأحدث النظريات التربوية والتعليمية.. فإن المناهج الجديدة قد اتجهت أيضاً إلى خفض عدد المواد الدراسية في الصف الرابع الإبتدائي من (16) مادة إلى (10) مواد وفي الصف الخامس من (18) مادة إلى (10) مادة.. وتخفيض عدد مواد الصف السادس من (19) مادة إلى (11) مادة.. ** وهذا يعني .. أن مبدأ الحشو.. والتلقين .. والوفرة في المعلومات حتى خارج دائرة الاهتمام والسن والحاجة قد انتهت.. وان امام عقل الطالب والطالبة فرصة جيدة للتفكير والتأمل والتفاعل مع المعلومة وتمثلها لاسيما في ضوء التركيز على النماذج.. وربط المواد بالحياة العامة وبزيادة كمية الأنشطة اللاصفية وخروج الطالب والطالبة إلى الحياة العامة والتقاط الصور والخبرات من الواقع المعاش مباشرة.. ** كل هذا جميل.. ومدعاة للتفاؤل والدعم والمؤازرة.. وبالذات بعد (3) سنوات من التجارب العملية لإقرار هذه التعديلات وتطبيقها .. ** والأجمل من هذا.. هو أن نعرف نتائج تطبيق هذه المناهج على أرض الواقع.. وما كشف عنه من ملاحظات.. وما أدى إليه من نتائج حتى نطمئن أكثر إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح.. لأن هناك من يعتقد بأن المنهج طويل وأن عدد الحصص المقررة له غير كافٍ لتغطية مفردات المنهج .. (مثلاً).. ** وفي هذه الحالة.. فإن علينا ان نتأكد إن كان السبب هو المضمون الجديد أو انه يعود إلى عدم كفاءة عضو هيئة التدريس.. ونقص خبرته وعدم تأهيله منذ البداية لتدريس هذه المواد.. والإلمام بتوجهات التعليم الجديدة بدرجة كافية.. ** وكم كنت أتمنى أن يتزامن تطوير المناهج مع إعادة تأهيل وتدريب وتجهيز المدرسين والمدرسات حتى يتحقق المردود المنشود بصورة أفضل.. وحتى لا يتعثر التطبيق كثيراً.. وحتى لا نُبطئ كثيراً في تحقيق الثمرة المرجوة.. ومن ثم حتى نستكمل حلقات التطوير لكي تغطي المراحل الدراسية الباقية في التعليم العام.. وننتقل بعد ذلك إلى تغيير وتطوير مناهج التعليم العالي ، كي نحصل في النهاية على مخرجات مختلفة.. ونرتفع بالجودة النوعية للتعليم بكافة مراحله.. ** وما أتمناه هو أن نسمع من وزارة التربية والتعليم ما يطمئننا على أوضاع مدرسيها.. وخطط التطوير المعدة لتأهيلهم بالصورة التي تتطلبها المرحلة.. ولماذا لم تبدأ حتى قبل تغيير المناهج نفسها؟ بالإضافة إلى أهمية التعرف على مدى رضائهم عن العمل في هذا السلك.. فتلك أمور لا تقل أهمية عن تطوير المناهج أو تقليص عدد المقررات. *** ضمير مستتر: **(لاشيء يتقدم على تطوير عقول البشر وخبراتهم.. وصولاً إلى الغد المنشود).