في المناسبات الدينية والوطنية يختلف الناس في احتفالهم، فهنالك شعوب تحب أن تحتفل وتعبر عن فرحها بالرقص ، وشعوب بالتجمع واستحضار أجوائها بالضحك أو بالبكاء ، وأخرى تستغل هذه المناسبات للهرب أو السفر! والتشابه أو الاختلاف لا يكون الا في فهم المعنى وراء الاحتفال . ومع أن العولمه قد ساهمت في ذلك أيضا ليسود طابع التقليد على الابتكار في التعبير عن أي مناسبة أو حتى استشعارها فعليا قبل الاحتفال بها ... ومن هنا قد يكون الفرق! ومع أن الرمزية والهدف قد يغيبان عندما يكون الاحتفال لدى البعض ممن لا يعنيهم من أمره سوى طريقة الاحتفال وليس سببه أو مغزاه ، وقد يستحضران لدى كثيرين ولكن بطرق قد لا تتناسب مع حجمه أو معناه مما اعتاد الآخرون على تداوله أو ممارسته. ومع أننا في السابق لم نعط اليوم الوطني حقه في الاحتفاء لأننا كنا ندور في دوامة هل يحق لنا الاحتفاء أم لا؟! وبعدها استدركنا ذلك وأيقنا أننا كسعوديين وسعوديات يحق لنا أن نستشعر هذه المناسبة بطريقة أفضل لكننا ومع الأسف وقعنا في فخ آخر وهو التقليد وليس الابتكار في الاحتفاء. فصرنا نحتفي به كما يحتفي به الآخرون سواء كان صحيحا أم لا. فالاحتفاء بالوطنية ويومها ليست في لبس العلم وطلاء الوجوه والرقص في الشوارع أو استغلال الاجازة للهروب . ليس هذا هو الاحتفاء الذي يليق بمناسبة كهذه وحّد فيها المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أطراف البلاد المتنازعة تحت اسم واحد للتتوحد تحت لواء واحد حافظ على قيمها وقوّى عودها لتنطلق للأمام وتلحق بركب التطور والحضارة حتى وصلنا لما نحن عليه الآن. نحن نحتفي بالمناسبة ولا ندرك حق المحتفى به علينا وهو الوطن الأرض التي ترعرعنا فيها ومنحتنا من خيراتها بما أغدقه الله علينا من نعم. إن نشاطات بسيطة ومفيدة كفيلة بأن تحفر حب الوطن في قلوب من زاولها أكثر مما يمكن أن يفعله الرقص أو لبس العلم. لماذا لا نجعل من هذا اليوم فرصة ليهتم كل مواطن وكل مؤسسة أو محل صغير بتجميل بيته أو مكانه وصيانته ليبدو جميلاً في هذا اليوم، كذلك تهذيب الأشجار وتزيين الأحواض والأرصفة التي حول البيوت بالنباتات المحلية والزهور وإزالة مخلفات البناء وكل ما يشوه المكان او الشارع أو الحي من بقايا أو براميل ؟ لماذا لا تنظم أنشطة في هذا اليوم لتنظيف المتنزهات البرية والشواطئ مما تنوء به من مخلفات وتجمع ليعاد تدويرها ويستغل ريعها في مناسبات أخرى؟ لماذا لا يكون اليوم الوطني يوما للاصلاح، فتحرص وزارة المواصلات وأمانات المدن على صيانة الطرق قبل هذا اليوم لتبدو جديدة ومتألقة في يومنا الوطني؟ حب الوطن يكون بالاهتمام به وتزيينه وليس في الرقص له..