أبرز المؤرخين الذين رصدوا تجربة الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه - في إدخاله ل"البرقية" في المملكة هو جون فيلبي(عبد الله فيلبي) في كتابيه "المملكة العربية السعودية من سنوات القحط إلى بوادر الرخاء" و"حاج في الجزيرة العربية"، حيث ذكر "فيلبي" أن أجهزة اللاسلكي كانت شيئاً محظوراً، لكن الزمان خفف من حدة المعارضة للتطور، وابن سعود كان دائماً تواقاً لسماع آخر الأخبار القادمة من أقاصي العالم، وكان نصيراً قوياً لذلك الجهاز الجديد(الهاتف)، وفي عام 1931م أنشأ ابن سعود شبكة كاملة من المحطات اللاسلكية الداخلية لتنقل إليه الأخبار الفورية عن كل الأحداث بغض النظر عن نوعها. أما البريد السعودي خلال نشأته وتطوره بعدة مراحل، حيث كان قديماً يتطوع أصحاب المحلات (الدكاكين) للقيام بخدمة البريد في ميدان العدل (الصفاة)، بوضع أكياس من القماش الأبيض مكتوب عليها اسم المدينة أو القرية ويقوم صاحب الرسالة بوضعها ومن ثم يتم إرسالها باستخدام الدواب مع المسافرين، أما البريد الوارد فيوضع في أماكن خاصة داخل الدكاكين ومن له رسالة يحضر لأخذها. أما في الوقت الحالي فقد صدر قرار مجلس الوزراء بتاريخ 29/3/1423ه الموافق 10/6/2002م بتحويل المديرية العامة للبريد إلى مؤسسة عامة تعمل وفق فلسفة القطاع الخاص، وفي مطلع عام 1426ه تم تنفيذ مرحلة واسعة في مؤسسة البريد السعودي تمثلت في استحداث إدارات وتقديم خدمات جديدة والإعلان عن المشروع الجديد للعنونة والتوصيل الحديث إلى المنازل والمباني. وفيما يتعلق بالهاتف فقد رأى الملك عبدالعزيز- يرحمه الله - أهمية البريد والاتصالات وضرورة الاستفادة من المخترعات الحديثة في هذا المجال لربط مناطق المملكة المترامية الأطراف، والتي تفصل بينهما المسافات الشاسعة، فصدرت أوامره - يرحمه الله - في عام (1345ه ) بإنشاء مديرية البرق والبريد والهاتف وربطت بالنيابة العامة تحت مظلة الأمور الداخلية. وفي عام 1422ه صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين بالأمر السامي رقم 2/12 وتاريخ 12/3/1422ه وقرار مجلس الوزراء رقم 74وتاريخ 5/3/1422ه بالموافقة على نظام الاتصالات وإنشاء هيئة الاتصالات السعودية، لتتولى تنظيم هذا القطاع بهدف تقديم خدمات اتصالات متطورة وموثوق بها في جميع أنحاء المملكة من قبل الشركات التي يتم الترخيص لها، وفق نظام الاتصالات. في عام 1424ه صدر المرسوم الملكي الكريم رقم أ/2 وتاريخ 28/2/1424ه بتغيير مسمى وزارة البرق والبريد والهاتف إلى وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مما يعكس مدى الاهتمام الذي توليه الدولة لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وتحقيقا ًللأهداف الطموحة بالتحول إلى المجتمع المعلوماتي.