قرأتُ حكاية لأسرة غربية ، في مسألة معاناتهم عن كيفية ترتيب اقتصادهم المنزلي وأولوياته . والحكاية لا تخلو من بعض الظرف . أسرة مكونة من أب وأم وابن وابنة . وقرروا توفير مصاريف الإجازة السنوية التي اعتادوا على التمتع بها كل عام ، لغرض جعله قسطاً لشراء منزل . نجحت الفكرة واشتروا المنزل بأقساط مريحة بواسطة بنك . ثم استعذبوا الفكرة وقرروا التوفير لشراء سيارة ، وسارت الأمور كما ينبغي . وحينما حل موعد الإجازة السنوية ، بعد ثلاث سنين من التقشف ، طالبت الأسرة بمعاودة التمتع بالإجازة كالعادة ، بان يغادروا بلدتهم في رحلة الإجازة ، فطلبوا من الأب الاستعداد لذلك ، لأن الأقارب والجيران يذهبون كل في رحلة يستمتعون خلالها بالتغيير ومختلف المُتع . لكن الأب له رأي آخر حاول إقناعهم به ، وقال إن إجازتهم ستكون ممتعة لو بقوا في المنزل ونظروا من الشباك إلى السيارة الجديدة الواقفة في مدخل منزل جديد . فاقتنعوا جزئيّا ، وصاروا يجلسون كل صباح في صالة المنزل مطلّين على السيارة . طالت المدة تلك وملّ الأهل من الرتابة الجارية على وتيرة واحدة كل يوم ، ومن الطريقة المحددة التي تجري بها حياتهم اليومية ، وصيغة الممارسة اليومية المُعادة . فاشتكوا إلى والدهم الحال قائلين إنهم ملوا من الجلوس في الصالة والنظر من الشباك إلى سيارتهم الجديدة ، فقال : إن كنتم مللتم من النظر إلى السيارة فأنصحكم أن تجلسوا في السيارة وتنظروا إلى المنزل ، فالاثنان جاءا نتيجة التوفير والصرف العاقل . والاثنان يوازيان في منفعتهما منفعة الإجازة أو يسبقانها . وأرى أن الآباء عندنا لا يشتاقون إلى السفر في الإجازة مثل الأم والأولاد . فالأب ، خصوصا إن كان موظفاً تتطلب وظيفته الدوام والتوقيع ، فإن أهم ما عليه أو لنقل أفضل إجازة عنده هو أن يصحوا متى شاء ، دون أن تعترض مزاجه مسألة التوقيع والانصراف أو مواجهة جمهور " مستعجل " سواء كان يعمل في القطاع الخاص أو القطاع العام . الأبناء همهم مقابلة أصدقائهم أو صديقاتهم في المقهى القريب ، والمشي حول المجمعات التجارية وتناول الوجبات المشتركة . أما الأم فيشغلها القلق والهم واضطراب البال كل يوم إذا تأخر الأبناء ( بالأخص البنات ) عن موعدهم ، أو صمت الجوال عن الإجابة على أسئلتها الكثيرة والمثيرة للقلق والمترقبة للشر ، نتيجة ما يتناقله الناس من حكايات المخاطر .