لا أحد يسعى في البحث عن دواعي التأمين ومسبباته، لكن السؤال العريض يتناول اضطرار المسافر للتأمين على سيارته بصورة متكررة، فعند سفره لبعض الدول العربية يجد أنه قد أمن على مركبته في بلده، لكنه ملزم أيضاً أن يعمل تأميناً جديداً تحت اسم "تربتك" من أجل السفر، لكون بعض الدول تطالب به لتؤمن نفسها من تحمل مسؤولية هذه السيارة عند وجود حوادث، مع العلم أن الدولة نفسها التي تطالب بالتأمين "تربتك" تطلب أيضاً عمل تأمين خاص بها، وحين يضطر المسافر دخول بلد للعبور منه إلى بلد آخر، يلزمه عمل تأمين لديها، وعند وصوله للبلد المقصود يطلب من المسافر عمل تأمين بجانب التأمين الذي عمله في بلده، وبجانب التأمين الدولي "تربتك"، ويتعجب المرء كيف يقوم المسافر بدفع هذه التأمينات في وقت واحد، وهل يجد لها جدوى عند الحاجة؟ أو يضطر لإصلاح سيارته من دون عناء البحث عن جهات التأمينات، لاسيما والوقت لا يسعفه لعمل التقارير لمطلوبة، ومتابعة الإجراء الروتيني المطلوب. أعتقد أن كل إنسان معني بهذه القضية يتمنى من الجهات المعنية التفضل بالعمل على توحيد التأمين وحصره، إلى جانب التنسيق مع الدول الأخرى ذات العلاقة لتوحيد التأمين والعمل على دفعه قبيل السفر عن طريق البنوك المحلية، وحبدا لو تم تأسيس شركات تأمين دولية، لها فروع في الدول العربية، أو أن تقوم شركات التأمين الحالية في كل بلد بالتنسيق مع مثيلاتها في الدول الأخرى، حتى يسهل دفع تكاليف التأمين، والمطالبة به عند وقوع حادث؛ لأن المسافر حين يصل إلى بلد العبور، أو البلد الذي يقصده، يقوم بعمل شاق ومجهد في سبيل عمل التأمين، وخاصة مع المواسم المزدحمة، إذ يضطر للانتظار طويلاً فيها لمتابعة دوره بصرف عملة البلد الذي سيمر منه، أو سيبقى فيه، ثم ينتظر وقتاً أطول لعمل اجراءات التأمين، وهذا الجهد المضني مع متاعب الطريق، واجراءات انتظار التفتيش، والجوازات، يجعله يبحث عن علاج لإنقاذه من هذا الإجهاد ونفاد الطاقة، فهل يجد من يصغي إليه، أو يضطر للبحث عن تأمين لتدارك آخر أنفاسه قبل مركبته، وأنا على يقين بأن هذه الدول ليست بحاجة إلى هذا التجنيد الإلزامي، في هذا التأمين المتكرر لكل مسافر، لاسيما في عصر بدأت هذه الدول تنبذ التخلف وتبحث عن أبواب التقدم في مجالاته كافة، وتدرك أنه لا يمكن الجمع بين تعقيدات الماضي وتطورات الحاضر؛ لأنها لا تجتمع تحت شعار العصر المتحضر، فهل يجد المسافر لنفسه ولدابته مأمناً من المتاعب مادام أن هذه الدول تسعى إلى التحضر، وتبحث عن راحة مواطنينها؟