لن تحمل مباراة الذهاب لدور الثمانية لدوري أبطال آسيا بين الهلال والغرافة القطري طابع اللقاءات الخليجية المعروفة والمشهورة بالشحن النفسي الزائد والبعيد عن الحسابات الفنية أو التكتيك الخاص، فكل فريق يطمح بتسجيل نتيجة ايجابية في المباراة الأولى، ولا يرغب بتأجيل الحسم لمباراة الرد التي قد لا تكون بوضع جيد، كما هو الحال في مباراة الليلة، فالصفوف بشكل عام مكتملة والمعنويات مرتفعة، ولا شك أن مدرب الفريق الهلالي إيريك جريتس ومدرب الغرافة القطري كايو جونيور يدركان تماما مدى أهمية الإعداد الخاص لمثل هذه المباريات التي قد تفرض على الفريقين تبادل الأدوار والأفكار، فقد يلجأ من دافع أو تحفظ في المباراة الأولى إلى الهجوم والضغط في المباراة الثانية. يلعب في خط المقدمة لفريق الغرافة كليمرسون ويونس محمود ومن خلفهم جونينهو والعساس ولا اعتقد أن أي مدرب يملك هذا الرباعي الجيد والمتميز بكل عناصر السرعة والقوة والمهارة وصناعة اللعب وتسجيل الأهداف أن يختار الأسلوب الدفاعي، ولا يفكر بالضغط والهجوم لخطف هدف يربك من خلاله التنظيم الهلالي، وهكذا تتضاعف المسؤولية على جميع أفراد الفريق الهلالي، فالمطلوب الترابط والتحرك بشكل متصل ومن غير فراغات، وفي كل الحالات الهجومية والدفاعية خصوصا إذا ما عرفنا أن اغلب الأهداف التي يسجلها فريق الغرافة كانت عن طريق استغلال الفراغات من قبل العقل المفكر وصاحب الخبرة الطويلة في الملاعب الأوروبية اللاعب جونينهو والمشهور، بإجادته للألعاب الثابتة والقريبة من المرمى. وقد يكون خط الدفاع في فريق الغرافة هو اقل الخطوط عطاء وتماسكا مع خط الوسط، ومن هنا تأتي فرصة اللاعب محمد الشلهوب وهو أكثر لاعبي الهلال رشاقة وتألقا في الفترة الأخيرة لاستغلال الموقف وصنع الفارق الذي قد لا يتوافر لياسر القحطاني بشكل مريح، أو من دون رقابة لصيقة، وكل ما نتمناه أن تكون الخطوة الأولى في مباراة الذهاب بالنسبة لفريق الهلال وفريق الشباب الذي يلعب في نفس اليوم مع تشونبك الكوري موفقة ومدعومة بأداء جيد يعكس مستوى دوري المحترفين محليا، ويساهم بإرجاع هيبتنا وزعامتنا على الكرة الآسيوية التي فقدناها منذ فترة طويلة.