تشكل دحول الصمان خطرا كبيرا على مرتادي الطرق القريبة منها وخاصة لمن لم تكن لهم دراية بمواقعها، فبعض الدحول متساوية مع سطح الارض، وهذا ما يشكل خطرا على الانسان، والحيوانات خاصة، وهذه المناطق مناطق مراع، ومنازل اهل الحلال من البادية. ونأمل ان تقوم هيئة السياحة والآثار ببناء سياج على هذه الآثار التاريخية، حيث قال علامة الجزيرة حمد الجاسر الدِّحْل بفتح الدال وضمها، عرفة اللغويون بعبارات متقاربة منها: نقب ضيق فمه، متسع أسفله، أو هَوِّة تكون في الأرض وفي أسافل الأودية فيها ضيق، ثم تتسع حتى يمكن المشي فيها، وقد ينبت السدر داخلها، وجمعه أدحل، وأدحال، ودحال، ودحلان، ودحول، هو الجمع المعروف الآن وفي "معجم البلدان" الدحائل جمع الجمع. وأكثر ما توجد الدحول في الصمان على مقربة من الدهناء، بحيث إن عرقها الموالي للصمان يعرف بعرق الدحول، ومنها ما هو غرب هذا العرق أي في الدهناء، وهي ذات أهمية لكونها موارد كان يستقي منها المسافرون والعابرون حتى بدأ في حفر الآبار الارتوازية، حيث زالت فائدتها بعد كثرة الآبار. وقال الأزهري في كتابه "تهذيب اللغة" وقد رأيت بنواحي الدهناء دحلانا كثيرة، وقد دخلت غير دحل منها، وهي خلائق خلقها الله عز وجل تحت الأرض، يذهب الدحل منها سكَّا (أي مستقيما لا عوج فيه): في الأرض قامة أو قامتان أو أكثر من ذلك، ثم يتلجف يمينا وشمالا، فمرة يضيق ومرة يتسع في صفاة ملساء، وقد دخلت منها دحلا فلما انتهيت إلى الماء إذا جو من الماء الراكد فيه، لم أقف على سعته وعمقه وكثرته، لإظلام الدحل تحت الأرض، فاستقيت أنا مع أصحابي من مائه، فإذا هو عذب زلال، لأنه ماء السماء يسيل إليه من فوق ويجتمع فيه. وسمعت الأعراب يقولون: دحل فلان الدحل، بالحاء إذا دخله. وقال عبدالله بن خميس "وقد ألممت ببعض هذه الدحول ودخلت واحدا منها هو دحل الهشامي (يقع على مقربة من جبل معقلة غرب روضة الخفيسة، في الطرف الغربي من عروق حزوا، جنوب دحل أبي مروة، غرب دحل أبي سديرة) حيث مررنا به مع رفقة، ومعنا ماء كاف ولكنه قليل العذوبة، فأردنا أن نأخذ ماء عذبا من الدحل ظانين أن ماءه قريب، وأن مأخذه يسير، فانحدرت فيه مع ثلاثة من رفقتي هم: منصور أبا الديبان السبيعي وسعد الحطيم الدوسري ومحمد بن حشر القحطاني، فثلاثة منا قد ورد الماء واستقينا، وكل واحد منا تلبب قربة ولكنها تعرضت لنواتئ صخرية كأنها السكاكين في جوف الدحل، فمزقتها إلا واحدة وأما صاحبنا الرابع فقد ضل ولم يخرج إلا بعد فترة طويلة، ولقد أخذت جوانب الدحل ونواتئه الحادة من ظهورنا وجنوبنا وبطوننا ما أخذ النجار من خشبته، وعدنا بالخروج وبالدماء فما أصعبه موردا وما أقساه، وما أغلى شربه وأندره. ثم أنشد: وردتك أستقي فكلمت جسمي فما أقساك يا دحل الهشامي تقاضي الواردين دما بماء رماك بثاقب الأفلاك رامي! " وتطلق العرب على الفتحة إذا كانت في الجبل الغار (من أشهرهم غار حراء حيث تنزل الوحي على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم) او المغارة أو الكهف [فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددًا] . ما أن كانت في الارض فهي الدحل، الذي هو عبارة عن فتحة طبيعية أو تجويف في باطن الأرض يتسع لدخول إنسان، ومن تجويف صغير واحد يستطيع الداخل الجلوس أو الوقوف به حتى العديد من التجاويف المتشابكة وغير المتشابكة الصغيرة والكبيرة ومئات الامتار من الممرات المتصلة وغير المتصلة والمتعرجة وقد تضيق بحيث لا يستطيع الدخول بها إلا زحفا. ويشملهم جميعا مصطلح الكهف. ويطلق على العلم المختص بدراسة الكهوف سبيليوجي (Speleology) وهو علم يعتمد على الجيولوجيا والهيدرولوجيا (علم المياه) وعلم الأحياء والآثار. وتوجد الكهوف في أنواع كثيرة من الصخور ومتشكلة بواسطة عمليات جيولوجية مختلفة. والدحول أو كهوف الصمان متكونة بواسطة إذابة الصخور الجيرية بالفعل التحرك البطيء للمياه الجوفية خلال المفاصل ومستوى التطبق حيث تذيب الصخور لتكوين الممرات والتجاويف ومشكلة الهوابط والصواعد. أشهر دحول وكهوف الصمان: أبا الجرفان، وأبا السيقان، وأبا الضيان، أبا الكبود، أبرقية ابن غازي، أبو حرملة، أبو خرجين، أبو رضام أبو سخيل، أبو سديرة، أو نضو، أبو سديرة، أبو صالات، أبو طقة، أبو طوطاحة، أبو قرون، أبو مروة، والمروة صخرة بيضاء، أبو الهول، أبو الهول، أو حفرة هجرة الحني، اريكة، ام حجول، ام وركين، بطن السبسب، حروري، دحول خربقاء، الخفق، سريويلات، سلطان، شوحان، شوية، العجاجي، عزارة، العيطلي، فتاخ، فتيخ، الفري، كهف ابراهيم، هديبان، الهشامي. ودحل أبو مروة "ورد ذكر هذا الدحل في شعر الخلاوي راشد، حيث أخفى فيه بندقيته أبو فتيلة عندما ضعف من الكبر، وذكر المكان لابنه بصورة غير واضحة، ليختبر ذكاءه، قال في وصف الموضع: عن طلحة الجودي تواقيم روحه عليها شمالي النسور يغيب وعنها مهب الهيف رجم وفيضه وحروري إن كان الدليل نجيب ولما كبر ولده وسمع شعر أبيه ذهب إلى المكان فوجد ما خبأ له أبوه، وقال: وترى دليله مروة فوق جاله خيمة شريف في مراح عزيب" المصدر: المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية المنطقة الشرقية (البحرين قديما) - حمد الجاسر الصمان - سعد الشبانات. دليل المواقع الجغرافية بالمملكة العربية السعودية.