العبارة مصطلح عامي متداول . وتُطلق على من عزم واستقوى ، ثم اختفى وتوارى بأعواد الذرة الطويلة ، كي لا يراه الغريم . وغالبا يكون المقصود كلبا أو حيوانا شرسا ، يحمل الضجة ولا يحمل الشجاعة . هذا ما جاء على بالي عندما تراجع المعتوه جونز عن " هباله " . لو تجرأ المعتوه ، أو من سمى نفسهُ القس جونز على جريمة إحراق نسخ القرآن الكريم ، فإنه بذلك يحرق آخر خيوط العلائق بين الأديان . هكذا قال عقلاء الديانات في العالم من الفاتيكان إلى كانتربري . وقال هذا ساسة محترمون ، وجمعيات تواصل في الشرق والغرب . وجونز كما تجمع الروايات الإخبارية رجل لا صلة له بالرعاية الكنسية . ولكن تلك مشكلة أمريكا وغيرها بأن القانون ، وبالأخص الأنظمة الرادعة لا وجود لها ، فأيّ رجل يستطيع أن يُنشئ مبنى ويُطلق عليه كنيسة ، ويقف فيه راعيا يقول للناس ما في ذهنه من متناقضات . حالة كنيسة جونز هكذا . فهي غريبة عن التجمعات المسيحية ، والمحافظون على الحضور من الجوار لا يتعدى جمعهم الخمسين فردا . لكن القانون والبيت الأبيض يعجزان عن إيقاف أي مسلسل خرافات يقوله الراعي . مادام الأمر يتعلق بأمر عقدي . وفي مذكرات بلير ، رئيس الوزراء البريطاني ذكر أنه تلقى مكالمة من بوش الابن قال الأخير : إنه تلقى وحيا من السماء .. ! ، يقول إن يأجوج وماجوج ظهروا في منطقة البقاع في لبنان ، وإن شن حرب على العراق ، وربما سورية سيحاصرهم (يقصد يأجوج ومأجوج) ، ويمنع " زحفهم " ! سبحان الله ، الذي أودع الهوس في رؤوس أناس يدعون قيادة العالم " الحر " ، وهم أحرار من العقل السليم . ومشكلة أمريكا – ربما – هي حاشية الحريات . فالنظم والتشريعات لا تُعرّف ماهي الكنيسة وماذا تعني الكلمة وما هي مرجعيتها ومن هو الرجل المؤهل لكي يُصبح راعيا يحمل دورق الماء المقدس ويعمّد المواليد . قصدي أن أيّ معتوه يجتمع حوله نفر من الناس يمكن أن يتّخذ مبنى (جاهزا ربما) ، ويطلق عليه كنيسة . ومن أحرقوا أنفسهم ومن معهم (حادثة واكو) هم أيضا تابعون لكنيسة "الرب " فلان .. ! قرأت أنه يوجد إذاعة ( إف إم ) يجري تمويلها بسخاء كي تُقنع الناس أن الأرض منبسطة Earth is flat ... ! . وملصقات في كل مناسبة يصّر حاملوها أن " القيامة غدا " . أفراد مسلمون في الجيش والبحرية والمطارات وقطارات السكك والأنفاق في أمريكا . وكذا اتحادات نقابات بإمكانها أن تشل ميناء ومطار نيويورك لو عملها ذاك المخبول . لكنه " دخل الذرة "