قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما امس إنه يأمل أن يحجم راعي كنيسة في فلوريدا عن حرق المصحف اليوم السبت في ذكرى هجمات 11 سبتمبر وحذر من أن هذا يمكن أن يسبب أضرارا شديدة للمصالح الأمريكية في الخارج. وأضاف في مؤتمر صحفي "فكرة أن نحرق نصا مقدسا يخص دين شخص آخر تتعارض مع ما تقوم عليه هذه الدولة." وحذر من أن هذا يمكن أن يؤدي إلى عمليات انتقامية ضد القوات الأمريكية في أفغانستان ومناطق أخرى. وقال "هذه وسيلة لتعريض قواتنا وأبنائنا وبناتنا للخطر. إنه في عصر الانترنت شيء يمكن أن يسبب لنا اضرارا شديدة في أنحاء العالم.. لذا علينا أن نتعامل معه بجدية." وقال أوباما إن حرق المصحف من شأنه أن يكون آداة تجنيد للقاعدة في أفغانستان ومناطق أخرى. وقال "علينا التزام بتوجيه رسالة شديدة الوضوح مفادها أن مثل هذا السلوك أو تلك التهديدات .. تعرض شبابنا وشاباتنا للخطر." وأعرب عن أمله في أن يمتنع جونز عن ذلك. ودافع اوباما بشدة عن كيفية تعامله مع الجدل الذي نشأ من دعوة القس لاحراق مصاحف، مؤكدا انه يريد الا يصاب آخرون بهذه العدوى. وقال اوباما "رغم ان (هذه الدعوة) صدرت من فرد معزول في فلوريدا، اريد الا نشهد بروز مجموعة من الاشخاص في انحاء البلاد يعتقدون ان (احراق القرآن) سيتيح لهم جذب الانتباه". في اطار آخر دعا اوباما اسرائيل الى تمديد قرارها بتجميد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربيةالمحتلة والذي ينتهي مفعوله مع نهاية ايلول/سبتمبر، في موازاة دعوته الفلسطينيين الى تسهيل هذا القرار عبر اعلان نيتهم انجاح عملية السلام. وقال اوباما خلال المؤتمر الصحافي"ابلغت رئيس الوزراء (الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو انه ما دامت المحادثات تسلك الاتجاه الصحيح، فان الامر يستدعي تمديد قرار التجميد". واقر بان نتانياهو يواجه وضعاً سياسياً "بالغ الصعوبة" بسبب رفض الجناح اليميني المتطرف في حكومته الائتلافية الحوار مع الفلسطينيين. واضاف "من هنا، فإن احد الامور التي ابلغتها الى الرئيس (الفلسطيني محمود عباس) هو ان عليه ان يظهر للرأي العام الاسرائيلي انه جدي وبناء في هذه المحادثات". الى ذلك تعهد الرئيس الاميركي ان يواصل الضغط على الرئيس الافغاني حميد كرزاي بهدف مكافحة الفساد في افغانستان. وقال اوباما "سنواصل ممارسة الضغوط على هذه الجبهة، سنحرص على اتمام مكافحة الفساد في موازاة مساعدة الرئيس كرزاي على ارساء دولة شرعية ومقبولة في البلاد". وتحدث الرئيس الاميركي عن احراز تقدم على هذا الصعيد، مؤكدا انه تمت ملاحقة 86 قاضيا هذا العام في افغانستان لارتكابهم الفساد مقابل احد عشر قاضيا فقط قبل اربعة اعوام. وحول الوضع الاقتصادي اعلن اوباما انه يريد تسريع النهوض الاقتصادي، واصفا وتيرة النمو حاليا بانها "بطيئة بشكل مؤلم". وقال اوباما"حتى وان كان الاقتصاد قد عاد الى النمو، وحتى وان كنا قد اوجدنا 750 الف فرصة عمل في القطاع الخاص هذه السنة، فان الفجوة التي خلفها الانكماش هائلة والتقدم الذي تم احرازه بطيء بشكل مؤلم". وردا على سؤال بشأن ما اذا كانت الاجراءات الاقتصادية التي تم اعلانها الاسبوع الماضي تشكل "خطة نهوض ثانية" بعد الخطة الاولى التي اقرت في آذار/مارس 2009 بقيمة 787 مليار دولار، اجاب اوباما "ليس هناك من شك في ان كل ما نقوم به هدفه اعادة اطلاق النمو وخلق فرص عمل اضافية في الاقتصاد. اقصد القول انه اولويتنا". وتساءل "أليس هذا ما علي فعله؟ اعتقد ان هذا ما يعتقد الجمهوريون ان علينا فعله: اعادة اطلاق النمو والتوظيف. وسأواصل السعي الى اعادة اطلاقهما ما دمت رئيسا للولايات المتحدة".