تدق ناقوس الخطر لمستقبل أهالي الخليج! يعود الفنان القطري غانم السليطي بحلة كوميدية جديدة دون التخلي عن نكهته المحببة بالكوميديا السوداء (الضحك المحزن و الهجاء في آن). مقدما سلسلة موضوعات مؤثرة في المسلسل القطري (تصانيف) من بطولة رفيق درب البدايات عبدالعزيز الجاسم وعبدالله ملك وآخرين؛ وعرض على تلفزيون (قطر) و(الكويت)خلال رمضان الفائت. غانم السليطي وريم عبدالرحمن و تعد حلقة (جمهورية الخليط) من اشد حلقات المسلسل تأثيرا، لما تتضمن من جرعة فنية ونقدية عالية ومؤثرة وهي تضع سيناريو "متخيلاً"، لمستقبل سكان الخليج، حيث يحشرون في معسكرات اعتقال ويفقدون هويتهم ولغتهم و فنونهم، إلى أن تزور المعسكر صحفية أجنبية لتجري تحقيقا عن أحوالهم للتعرف على بقايا تراثهم، عندما يقوم غانم السليطي بنبش التراب ليخرج، ما تبقى من تراث: (فنجان قهوة وغترة ورقصة فلكلورية يقيمونها سرا!). ويشير السليطي ل"الرياض"، قائلاً: الحلقة جاءت كصدى لتصريح وزير العمل البحريني عبدالمجيد العلوي عندما قال:" أن العمالة الآسيوية هي تسونامي الخليج القادم". مضيفا: ماذا تريد منا أن نقول بعد هذا الكلام. موضحا أن الحلقة هي ترجمة فنية لتصريح الوزير البحريني، من أجل دق ناقوس الخطر. مضيفا: حاولت أن أقربها من الواقع القريب، حيث نشاهد مشاكل مثل مشكلة الأقلية المولوية في سنغافورا وهم السكان الأصليون الذين يشكلون الآن 10% من سكانها، لقد أصبحوا أغراباً في بلدهم، إن تجربة أن هنالك أناساً أصليين ويأتي أناس آخرون ويحتلونهم هذه تجربة بشرية قائمة وأنا اعتقد ان الخليج هو الخطوة القادمة في المجتمع البشري في أن السكان الأصليين سوف يتلاشون وهذه حقيقة تاريخية إذا لم يلتفت إليها الخليج كجزء من الأمة العربية. مضيفا أن التمزق والفرقة العربية سيساعد كثيرا على شطر الخليج ووضعه في أي "داهية". ولأن أسلوب غانم السليطي قائم على السخرية، فلا يتردد صاحب شخصية "فايز التوش" في أن يعلن، قائلا: السخرية هي النووي البشري وعندما تسخر من عيب معين في السلوك الإداري أو الحكومي أو الطبيعي البشري؛ إنما أنت تضخم هذا السلوك لكي تنفر الناس منه وكي يأخذون منه موقفا، فالسخرية أداة مهمة جدا. أما عن "فلسفة" الكوميديا وتضمينها رسائل فكرية للجمهور يشير السليطي إلى مسألة غاية في الأهمية وهي أن الضحك يتعامل مع الرأس وليس مع القلب والمشاعر كما في التراجيديا وبالتالي إذا أردت أن تطرح قضايا فكرية عليك أن تخاطب الناس بعقولهم، موضحا أن تناوله للكوميديا في "تصانيف"، يقتصر على النقد الاجتماعي و السياسي، مبتعدا عن تناول "الدين" الذي يكن له شديد الاحترام والتقديس ويستلهم منه القيم الأخلاقية ليعاد تقديمها في أعماله الفنية. وكذلك مبتعدا عن التطرق ل "الجنس" بحكم العادات والتقاليد، على حد تعبير الفنان القطري. أما حول الناحية الفنية؛ اعترف السليطي بوجود بعض الثغرات في العملية الإخراجية، ملقيا اللوم ليس على المخرج وإنما على الظروف التي تطلبت السرعة في العمل حيث الحلقة الواحدة كانت تصوراً في يومين أو ثلاث، مضيفا: نحن وقعنا تحت سيف الوقت. الجدير بالذكر: أن محطة MBC تبنت انتاج الجزء الثاني من مسلسل "تصانيف"، علما أنها ستعيد بث المسلسل، في يوم الأحد ما بعد العيد.