عين العاهل البلجيكي الملك البير الثاني مساء السبت رئيسي مجلسي النواب والشيوخ، وسيطين لمحاولة اعادة اطلاق المفاوضات الرامية الى تشكيل الحكومة واخراج البلاد من ازمتها السياسية. والوسيطان هما الاشتراكي الفرنكوفوني اندريه فلاهو (رئيس مجلس النواب) وعضو الحزب الانفصالي "التحالف الجديد" الفلمنكي داني بيترس (رئيس مجلس الشيوخ). واشار القصر الملكي في بيان الى ان الرجلين "كلفا مهمة وساطة لاعادة اطلاق المفاوضات لتشكيل حكومة". وقال العاهل البلجيكي ان هذا الاجراء "ضروري للحفاظ على الرخاء الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين ولاصلاح مستدام لمؤسساتنا". ولم يات خيار تعيين هذين الشخصين بالصدفة، بل بني على ممثلي الحزبين الرئيسيين للجماعتين اللغويتين الكبيرتين في المملكة. وفاز الحزب الاشتراكي الفرنكوفوني في حزيران/يونيو في الانتخابات التشريعية المبكرة في منطقة والونيا، فيما فاز حزب التحالف الجديد الفلمنكي في المنطقة ذات الثقافة الهولندية في شمال البلاد. واراد العاهل البلجيكي بذلك التحرك سريعا بعد ان فشلت السبت المفاوضات التي قادها رئيس الحزب الاشتراكي الفرنكوفوني اليو دي روبو منذ الانتخابات الاخيرة. وقرر دي روبو التخلي عن متابعة مهمته، وقبل العاهل البلجيكي انسحابه من العملية السبت. وتطرح تساؤلات حول امكانية نجاح الوسيطين في المفاوضات بعد فشل رئيسي الحزب الاشتراكي وحزب التحالف الجديد، اليو دي روبو وبارت دي ويفر حتى الساعة. وتعثرت المفاوضات حتى الان بشان المستقبل المؤسساتي والاقتصادي للبلاد. ومقابل التخلي عن الحقوق اللغوية الخاصة بمنطقة فلاندس، يطالب الفرنكوفونيون بمساعدات رسمية اضافية دائمة من لبروكسل، المدينة ذات الغالبية الفرنكوفونية والتي تعاني عجزا ماليا كبيرا، وهو ما يرفضه الفلمنكيون.