النقص متلازمة بشرية، ففي كل واحد منا جوانب نقص وضعف كما أن لديه جوانب قوة وتمكن!!. والنظر الى الإيجابيات يورث في النفس الجمال، فكلما كنت ذا عين جميلة رأيت كل ما حولك جميلا وصرت ذا نمط جميل في روحك ورؤيتك وتعاملك، ورؤيتك لجمال الآخر هو تأشيرة دخولك الى تلك الجنة، فكم هو رائع أن ترى وتركز في رؤيتك في من حولك على مواطن الجمال الحسي والمعنوي وأن تفعّل تلك الرؤية وكذلك على من حولك أن يروا ويركزوا في رؤيتهم لك على مواطن جمالك الحسي والمعنوي وعليهم أن يفعّلوا تلك الرؤية!! والنظر الى جماليات الآخرين الحسية والمعنوية هو في الواقع توجيه نبوي كريم من خلال نص في الواقع يخص ما بين الزوجين لكنه في شموليته هو نص يعلمنا ويوجهنا الى أن ننظر الى الجمال بشتى صوره نظرة شاملة.. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يفرك مؤمن مؤمنة: إن كره منها خلقا رضي منها آخر) ومعنى (لا يفرك) أي لا يبغض. ولو تأملنا هذا الحديث النبوي الشريف لوجدنا فيه توجيها للزوجين وكما قلت آنفا توجيه لنا جميعا في النظر الى الآخرين ممن هم حولنا فالنظر الى ذلك الجانب المضيء وذلك الجانب الجميل لا شك يورث في النفس السرور فكم هو جميل أن نرى بصورة شرعية معطيات الجمال في كل من حولنا، والأجمل من ذلك أن ننمي تلك المعطيات ونثني عليها ونُشعر الطرف الآخر بتملكه لتلك المعطيات فذلك لا يزيده منا إلا قربا وألفة ومودة، ويكسبنا جميعا تفجر الطاقات وانطلاق الإبداعات واستغلال المواهب والطاقات!!