سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«العقارات في رمضان»: نشاط تأجيري..حركة بناء مسائية.. مشاورات لإتمام صفقات..وهروب من أسعار مساكن مكة عكس قاعدة الركود العقاري التي كان يعيشها الأعوام الماضية
عكس شهر رمضان في العام الجاري قاعدة الركود العقاري التي كان يعشها الأعوام الماضية التي دأبت العادة أن تكون فترتي شهور الصيف وشهر رمضان فرصة لالتقاط الأنفاس يرافقها في نفس الوقت ركود في أغلب الأنشطة الاقتصادية ومن ضمنها النشاط العقاري المحلي. وشكل النشاط التأجيري سواء لشقق أو الفلل أو المكاتب التجارية الحضور الأكبر خلال أيام الشهر وذلك بإبرام عقود تأجيرية جديدة، كما أن حركة البناء لم تهدأ رغم ارتفاع درجات الحرارة ومصادفة أيام الشهر الفضيل شهر أغسطس الذي يسجل عادة ارتفاعا في درجة الحرارة قد تصل ل 48 درجة مئوية، حيث حول مقاولون الأعمال الإنشائية للمباني السكنية والتجارية من الفترة الصباحية إلى الفترة المسائية لتفادي التأخير في تسليم المشاريع حسب الموعد المتفق عليه مع المالك. تحول نشاط البناء الى المساء خلال شهر رمضان وقال المهندس عبدالملك فهد الرشيد المدير العام لمؤسسة الرشيد للمقاولات، إن هناك بعض المقاولين يعمد خلال فصل الصيف في أيام رمضان إلى تجزئة ساعات العمل بحيث يكون جزء من العمل خلال فتره المساء خصوصاً عندما ترتفع درجة الحرارة. ولم يبدِ الرشيد قناعة تامة في تنفيذ أعمال البناء خلال الفترة المسائية، لكنه أرجع الأمر إلى موافقة صاحب العمل للعمل في الليل مع تأكيده بالالتزام بتوفر التجهيزات المناسبة من إضاءة كافية ومعدات السلامة وخلافه مع ضرورة الاستمرار في أعمال الإشراف في هذه الفترة في كل الأحوال. ولم ينكر الرشيد بأن إنتاجية العامل تتأثر خلال رمضان، معتبراً أن هذا الأمر متعارف عليه خاصة للعمالة المسلمة. نشاط ملحوظ في الأستراحات خلال الأيام المقبلة في الوقت الذي ساهمت ليالي الرمضانية في تجاوز الاستراحات فترة ما يسمى بالهدوء الرمضاني للعقارات السياحية، حيث ساهمت في زيادة الإقبال عليها وخاصة من فئة الشباب، ما أدى إلى بلوغ نسبة تشغيلها إلى 100 في المائة، وبالتالي ارتفاع قيمة اجارتها خلال أيام الشهر ما نسبته 80 في المائة. ووفقا للعاملين في هذه الاستراحات التي كانت مخصصة للعوائل، فإن الحجز لها لم يقتصر على يومي الخميس والجمعة، بل شمل جميع أيام رمضان حيث وصلت قيمة التأجير ما بين 10 إلى 15 ألف ريال لاستراحة لا تتعدى مساحتها 300 متر مربع، مبيناً أن الحجز قد بدأ منذ أيام شهر شعبان لتكتمل نسبة التشغيل والحجز في معظم الاستراحات قبل دخول الشهر، ما أدى لارتفاع الطلب عليها وإلى زيادة أسعارها إلى أكثر من 80 في المائة، في الوقت الذي لم تحظ فيه المدن الترفيهية والملاهي والمنتزهات بإقبال من قبل المواطنين والمقيمين. وواكب انتعاش هذه التجارة شروع بعض العقاريين إلى التفكير في الاستثمار المؤقت لأراضيهم، وذلك في بناء مابين 3 إلى 5 غرف، وزرع مسطحات خضراء، حيث يفضل الشباب الاستراحات الواسعة التي تتوفر فيها ملاعب لكرة القدم والطائرة والمسابح ذات المساحات الكبيرة. وحول المستثمرين العقاريين فقد استغل البعض منهم فترة الهدوء النسبي في إعادة حساباتهم وترتيب أورقهم وذلك من خلال خوضهم لمشاورات ودراسات جادة لإتمام صفقات عقارية، وتشكيل تحالفات لتأسيس شركات عقارية جديدة تنتهج منهج التنظيم والاحترافية، إضافة لدارسة طرح مشاريع جديدة في السوق المحلي بعد إجازة العيد. وعلى صعيد الحركة العقارية في أيام رمضان سجلت عقارات مكة والمدينة حركة عقارية كبيرة على عكس المدن السعودية الأخرى، من خلال نسبة الإشغال في الفنادق والشقق السكنية والتي وصلت إلى 100% خاصة في النصف الأخير من شهر رمضان، أو من خلال عرض سماسرة العقار في المنطقة الغربية لفرص استثمارية عقارية على المعتمرين من المستثمرين السعوديين والخليجيين. وأبدى الزوار والمعتمرون وقاصدو بيت الله الحرام تفاجؤهم بالارتفاع المبالغ فيه -على حد وصفهم- الذي شهدته الفنادق والوحدات السكنية بمكةالمكرمة لشهر رمضان الجاري والتي جعلتهم يقلصون عدد أيام بقائهم بجوار الحرم فيما البعض أجبرته الأسعار على الخروج من مكة بعد أداء فريضة العمرة. وعزا أصحاب الخبرة العقارية في مكة هذا الارتفاع إلى العديد من المعطيات أولها قلة العرض بعد اعمال إزالة أكثر من 1000 عقار كان معظمها من الفنادق والوحدات السكنية لصالح مشروع توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام، في الوقت التي تواجهها زيادة كبيرة في الطلب خاصة أن أيام شهر رمضان تصادف إجازة الصيف في السعودية إضافة إلى فتح باب العمرة للأجانب. وتفاوتت أسعار التأجير في مساكنمكة حسب الدرجة التصنيفية وقربه وبعده عن المسجد الحرام إلا أ ن الكثير من المعتمرين أجمعوا بأن الأسعار عالية جداً مقارنة بالأعوام الماضية.