صح أن تهتم الإذاعات بتقديم المسلسلات الدرامية الاجتماعية الإذاعية خلال شهر رمضان لما للدراما الإذاعية من جمهور يحب هذا النوع من المسلسلات ولكن.. خطأ أن يتم تكليف أي ممثل لتقديم هذه المسلسلات وهذا ينطبق على الفنان الشاب فيصل الجبر الذي يقدم حالياً مسلسل "راعي البسطة" عبر أثير إذاعة mbc fm لأن هناك فرقاً بين التمثيل الإذاعي والقراءة للنص الدرامي عبر الإذاعة فما يقدمه الجبر لا يتعدى كونه قراءة لما كتب في سيناريو المسلسل. الممثل الإذاعي تقع على عاتقه مسؤولية أكبر لأن الوسيلة الوحيدة لإيصال الدراما هو صوته وطريقة أدائه الصوتي بحيث تشعر بمصداقية الموقف الذي تمر به الشخصية. جاسم العثمان أعد المحاولة أتمنى أن يحسب بعض المنتجين محاولاتهم في تقديم مساحة كبيرة للممثلين الشباب لأن دافع تقديم المواهب ربما ينعكس أحياناً بشكل سلبي على الممثل في حال لم يكن على قدر المساحة التي تتاح له وهذا ينطبق على الممثل سلطان النفيسة في مسلسل "مزحة برزحة" والذي يلعب دوراً سلبياً رغم أن دوره رئيسي في المسلسل وحتى لو كانت الشخصية مكتوبة في هذا القالب الدرامي إلا أن واقع الحياة يقول العكس فالتغير يحدث للإنسان بشكل مستمر وطالما أن الشخصية ستبقى سلبية في كل الحلقات فليس هناك داعٍ لاستمرارها في العمل لأنها لن تضيف للحدث بل هي تسير بحيادية تامة دون تأثير على مجرى الأحداث. محاولة جيدة تلك التي قام بها الأستاذ جاسم العثمان في تقديم برنامج مسابقات "دقت ساعتك" إلا أن الحلقات الأولى من البرنامج أشعرتنا بأن المذيع يقول ما يسمعه من المخرج عبر سماعة الأذن, وهذا يتنافى مع مبدأ برامج المسابقات التي تحتاج إلى العفوية والحيوية وتفاعل المذيع لصناعة جو التوتر والتشويق الذي يحتاجه هذا النوع من البرامج. جاسم العثمان مذيع رائع وطاقته الجميلة في البرامج الحوارية أفضل بكثير مما رأيناه في "دقت ساعتك". طريق مسدود تصل له معظم أعمال الكوميديا العربية الرمضانية التي تسعى لجذب المشاهدين, ولكن زخم إنتاج المسلسلات التاريخية والاجتماعية يجعل من واقع الأعمال الكوميدية صعباً حيث لا يكون أمامها إلا أن تتجه نحو النقد السياسي والاجتماعي الساخر لتلفت الانتباه, أو تنزوي في طرح مواقف كوميدية بسيطة تقليدية وبالتالي تذهب دون أن تترك أثراً في ذاكرة الجمهور.