في مشهد أكثر من رائع تابعت مع غيري صورة شبابنا وهم يقفون في رحاب بيت الله الكريم في مكةالمكرمة ، ويعملون على خدمة الصائمين والمعتمرين بتقديم كأس ماء او منديل او تمر للافطار... بل ان بعضهم يشارك في متابعة نظافة الحرم من خلال التقاط مايقع من مرتادي البيت العظيم... صورة جميلة وجمالها يزداد وهؤلاء يعملون بدافع ذاتي مبتسمين غير متذمرين رغم ان البعض من المصلين يصيب أي انسان بالغضب لخروجه عن اخلاق الاسلام... صورة تلتحم مع مشهد شبابنا في الرياض وهم ايضا يقدمون الماء والتمر للصائمين في طرقات الرياض... عذرا شبابنا كنا ننقدكم كثيرا وانتم تتسكعون في التحلية او تتقاذفون الكلمات فوق ارصفة التخصصي او العليا وانتم تزرعون ارقام هواتفكم في نوافذ سياراتكم... اطلنا الحديث والجدل عن كل ذلك وتجاوزنا ابداعكم في التواصل الانساني مع مجتمعكم ومع المسلمين عامة... ابداعكم التطوعي كسرتم به الكثير من ثقافة (مو شغلي ) تلك الثقافة التي غرسناها نحن الكبار فيكم ... منظركم وانتم تساعدون المحتاج دون امعان في جنسه او لونه والابتسامة تعلو وجوهكم يثير التقدير لكم ويسعد الناظرين للغد من خلالكم... رغم غياب نظام التطوع وتأخر صدوره دون مبررمقنع الا ان شبابنا اعتمدوا على الله ثم على انفسهم في ممارسه التطوع عبر اكثر من مسار...انها ارادة العطاء دون انتظار للجزاء من احد... في المسجد وفي الطريق وفي الجمعيات الخيرية... ومع اننا نضيق عليهم بل ونسعى برغبتنا او دون وعي منا في التضييق عليهم الا ان نشاطهم التطوعي يتزايد ويتسع جغرافيا ونوعيا ... فنشاطهم التطوعي لامسه الجميع في جدةوالرياض مع سقوط الامطار وانكشاف ضعف طرقنا التي تساقطت مع رذاذ الامطار فتطاول شبابنا عطاء... أجزم أن مسؤوليتنا تجاه هؤلاء الشباب تتزايد واحتواءهم من خلال برامج تطوعية منظمة بات مهماً لصالحهم وصالح الوطن... انهم شريك بناء الحاضر والمستقبل واحتواؤهم مسؤولية الجميع ليس في كتابة الكلمات عنهم بل اكثر من ذلك احتواؤهم في برامج تستثمر طاقاتهم لصالحهم وصالح وطنهم... مشهدهم التطوعي عنوان من عناوين الوطنية والانسانية فهل مؤسساتنا تعزز الوطنية فيهم ام تتفرج وكأن الامر لايعنيها؟!