لقد جاءت موافقة لجنة التراث العالمي باليونسكو على تسجيل حي الطريف بالدرعية ضمن قائمة التراث العالمي، لتلقي الضوء على هذه المدينة العريقة وتُعرِّف العالم أجمع بقيمتها التاريخية النادرة ودورها السياسي والديني والثقافي الرائد والذي أسهم في إحداث تحولات كبيرة في تاريخ شبه الجزيرة العربية. ولا يبدو ذلك مستغرباً، فقد أولت القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - اهتماماً كبيراً بمدينة الدرعية وتراثها وأصالتها ومواقعها التاريخية، وذلك بوصفها عاصمة الدولة السعودية الأولى وقلعة الشموخ والكرامة ومهد حركة الإصلاح وتجديد الدعوة الإسلامية منذ عام 1157ه. ويعد حي الطريف من أبرز أحياء الدرعية لما يحتويه من قصور وميادين ومساجد، ولما يمتاز به من نسيج عمراني نجدي الطابع، بالإضافة إلى الملمح الثقافي والفكري الذي تمتع به على مدى قرون من الزمان ولا يزال قائماً بفضل الله تعالى حتى يومنا هذا. الدرعية التاريخية وبصفتي أحد أبناء الدرعية ، لا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أتقدم بأسمى آيات التهاني وأطيب التحيات لصاحب السمو الملكي الأمير "سلمان بن عبدالعزيز" أمير منطقة الرياض، رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على هذا الإنجاز الكبير الذي يبعث الفخر والاعتزاز في نفس كل سعودي، وأدعو الله أن تستمر مثل هذه الإنجازات، ويدوم فخرنا بعز الله سبحانه وتعالى ثم بعز وطننا الحبيب. كما أتقدم بالشكر والتهنئة لصاحب السمو الملكي الأمير "سلطان بن سلمان" رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على هذا الإنجاز، وأبارك له جهوده العظيمة وسعيه الحثيث لإبراز المكانة التاريخية للمملكة وما تزخر به من إرث حضاري كبير وتراث عمراني عريق. ولا يفوتني أن أبارك لسمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ الدرعية هذا الإنجاز. كما أبارك لجميع أبناء الوطن, وأدعوهم إلى المشاركة في دعم مشاريع المحافظة على التراث وتبني المشاريع السياحية التي تعود بالنفع على اقتصاد وطننا الحبيب.