خيم الحزن على قطاع الأعمال بعد أن غيب الموت الأديب ووزير العمل غازي القصيبي في العاصمة الرياض عن عمر يناهز السبعين عاما. وكان القصيبي وزيرا للعمل حتى وفاته وهو من أبرز المسئولين الذين عملوا على تطبيق سياسة منح الأولوية للسعوديين في التوظيف أو ما سمي ب" سعودة الوظائف"، كما انه أحدث نقلة كبيرة في المناصب الادراية التي تقلدها بمساهماته بالقضاء على البيروقراطية في العمل الرسمي وإحداث نقلة نوعية في الأعمال التي تقلدها. ولد القصيبي عام 1940 في الهفوف شرقي السعودية. وتخرج من كلية الحقوق في جامعة القاهرة عام1961، ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة جنوب كاليفورنيا والدكتوراه من جامعة لندن عام 1970. وقد عمل في البداية مديرا للسكك الحديد في السبعينات قبل أن يصبح وزيرا للصناعة وينهض بقطاع الصناعات البتروكيماوية السعودية. تقلد القصيبي مناصب حكومية أخرى منها وزارة المياه والكهرباء إضافة إلى عمله سفيراًً للسعودية في عدد من الدول. وأعرب عدد من رجال الأعمال في حديثهم ل "الرياض" عن بالغ حزنهم ومواساتهم لوفاة الدكتور غازي القصيبى، حيث أكد عبدالرحمن الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض أن رجال الأعمال يشهدون للفقيد خلال تاريخه الطويل ومسيرته الحافلة بالعطاء في مجال العمل العام بتفانيه وإخلاصه في أداء ما يوكل إليه من مهام، مشيرا إلى أن الفقيد كانت له إشراقات مضيئة من خلال ما كان يسهم به من فكر ثاقب في كل مشاركاته الفاعلة في اللقاءات التي نظمها قطاع الأعمال بمنطقة الرياض. م. البراك: قطاع الكهرباء شهد نقلات تاريخية بقيادته وأوضح أن القصيبي كانت تربطه برجال الأعمال علاقات وطيدة ويشكل حضورا دائما في كل الفعاليات الاقتصادية التي كانت تنظم داخل وخارج البلاد مما يجعله من رواد النهضة الاقتصادية التي تعيشها المملكة، مشيرا إلى ان الفقيد لم يبخل عليهم بخبراته الثرية وعلمه الغزير في تقديم المشورة والنصح لهم والسعي لتذليل كل ما يواجههم من معوقات مما كان له الأثر الواضح في تطوير قطاع الأعمال بالمملكة. د. الحبيب: فقد شخصية بحجم القصيبي ليس بالمصاب الهين وذكر الجريسي أن ما يمتلكه القصيبي من خبرة واسعة في الأفق أهله لنيل ثقة ولاة الأمر في هذا الوطن الغالي، حيث يعد الراحل من أبرز الوزراء السعوديين، فقد تقلد مناصب حكومية عديدة، منها وزارة الصحة والمياه والكهرباء والعمل، إضافة إلى عمله سفيرا للمملكة في عدد من الدول، كما يعد (رحمه الله ) ابرز الأدباء السعوديين في المجال الثقافي. م.علي بن صالح البراك وفي نفس السياق قال المهندس علي بن صالح البراك الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء أن الوطن فقد بوفاة الدكتور غازي القصيبي أحد رجالاته الأبرار، وابناً عزيزا قدم علمه وحياته لخدمة وطنة ورفعته. مؤكدا أن قطاع الكهرباء شهد واحدة من أهم مراحله التأسيسية على يد المغفور بإذن الله له القصيبي حين كان وزيرا للصناعة والكهرباء قبل ما يربو على الخمسة وثلاثين عاما، وبعد أن تولى مجلس إدارة الشركة. وأشاد المهندس البراك بالأعمال الجليلة التي قدمها الدكتور غازي القصيبي رحمه الله لقطاع الكهرباء في المملكة حين كان يعاني وقتها مع بداية الطفرة الاقتصادية وتمكن من إحداث نقلات هائلة في هذا القطاع. د.سليمان الحبيب وقال المهندس البراك:" فقدنا بالأمس أخا عزيزا ورجلا من خيرة الرجال, كان رحمه الله على قدر المسؤوليات المتعددة التي أوكلت إليه.. ونسأل العلي القدير أن يتولاه بواسع رحمته". من جهته قال الدكتور سليمان بن عبد العزيز الحبيب رئيس مجلس مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية أن فقد شخصيه بحجم الدكتور غازي القصيبي ليس بالأمر السهل واصفا الدكتور القصيبي بأنه أمه في رجل اجتمعت فيه صفات عدة طرزها باهتمامه الأدبي والثقافي حتى أصبح رمزا من رموز الأدب برغم انشغاله الدبلوماسي والوزاري طيلة العقود الماضية. وتابع الدكتور الحبيب حديثه عن صفات الدكتور غازي القصيبي رحمه الله قائلا أن حياته العملية في الاداره مزجها بأدبياته العالية من خلال تمكنه من الرواية وشعره الصادق والذي رسم له مسارا خاصا به داعيا الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.