كالعادة لا يلوح في الأفق جديد في ما تعرضه الشاشات العربية خلال شهر رمضان المبارك. فمن خلال الإعلانات التي وصلت حتى منازلنا للقنوات الفضائية وما تقدمه في رمضان من أعمال درامية تجاوز عددها المائة مسلسل كلها تقريباً تتناول نفس الموضوعات وإن اختلفت الرؤية والأسماء؛ جاسوسية ومزيد من العنف والدماء والخيانة الزوجية والثأر وهي تقريباً نفس الموضوعات التي تتناولها كل سنة. وإن كان هذا العام قد سجّل زيادة في جرعة الجنس والأجساد العارية التي تتضح من خلال إعلانات بعض المسلسلات في محاولة من الفضائيات لسحب المشاهد لها عبر إقحام بعض مشاهد الرقص والأغاني في المسلسلات بشكل لا علاقة له بالسياق الدرامي. في الجانب الآخر هناك كمٌ كبير من الأعمال الكوميدية التي أغلبها ينبئ بكم من التهريج الممجوج. شخصياً أعتفد أن الغلبة هذا العام للأعمال التاريخية وعلى رأسها المسلسل الذي تعرضه قناة MBC مسلسل "القعقاع بن عمرو التميمي" الذي يناقش مرحلة مهمة من التاريخ الإسلامي، وكذلك مسلسل "كليوبترا" على قناة روتانا خليجية، و"ملكة في المنفى" على روتانا أيضاً. واعتقادي هذا مبنيٌ على أن المشاهد العربي قد تشبع من الأعمال الدرامية التي غالباً ما تكون مملوءة بالأخطاء والهفوات الإنتاجية الكبيرة والناتجة عن العمل بلا احترافية أحياناً من أجل اللحاق بموسم رمضان، الذي أصبح موسماً مهماً للمنتجين لعرض أعمالهم، أو حتى لتسويق تلك الأعمال وليس المهم كم سيشاهده؛ لأنه باع العمل وقبض الثمن ولا شيء يهم بعد ذلك.. في انتظار الموسم القادم. أما أعمالنا المحلية فالوقت مازال مبكراً للحكم عليها وإن كانت الصورة لا تقل إن لم تكن أكثر قتامة، فالحلقات الأولى ل "سكتم بكتم" و"بيني وبينك"، توحي بمزيد من التهريج!.