قرأت تقريراً يشير إلى أن متوسط تكلفة إنتاج المسلسلات الخليجية والعربية المخصصة لشهر رمضان المبارك قد يتجاوز عشرة ملايين ريال سعودي وهذا المبلغ قليل جداً، إذا تم النظر إلى العائد المادي الذي تجنيه شركات الإنتاج والقنوات الفضائية من الإعلانات التجارية، حيث إن القنوات تغرق بسيل الإعلانات الجارف وتكون أسعارها مرتفعة في وقت " الذروة " والذي هو بعد صلاة المغرب حينما يكون جميع أفراد الأسرة أمام التلفاز ولكن هذه الفترة تكون " الكروش " منتفخة وأغلبية المشاهدين يشعرون بالغثيان من كثرة الأكل " فلا أعتقد " أن إعلاناً لوجبة أو مشروب سيكون له تأثير عليهم بل قد يكون تأثيره عكسياً ، وقد يكون الإعلان الأنسب هو لمنتج يساعد على التهضيم !!. سمعت عبارة " العين الطماعة " ويقال إنها تعني عين الشخص الذي لا يكتفي برؤية صحن واحد على المائدة وإنما تكون مملوءة إلى درجة أنه لا يرغب بأن يكون هناك " ثقب " بين الصحون يظهر فيه لون " السفرة " ، ويقال إن هذا مرض وينافي أيضاً " الثقافة الاستهلاكية " وعلاجه أن يكون بين الصحون إما شموع أو أزهار أو تحف وتقسم الفاكهة بعدة صحون ( كونها طعاما يقدم عدة مرات ولا يرمى مع السفرة ). في ختام هذه الزاوية أسوق لكم هذا الاعتراف.. بالأمس تحدثت عن باعة " السوبيا " المتجولين وحذرت منهم وفي نفس اليوم " عصراً " أوقفت سيارتي أمام أحدهم واشتريت منه علبتي " سوبيا " في وقت تغلبت فيه رغبتي على قناعتي وكانت النتيجة مغص لثلاث ساعات لأن ما شربته كان "غير صالح للاستهلاك"، وأنا سعيد بما ألم بي من مغص بل إنني أستحق أشد من ذلك لعدم تمسكي بقناعتي ولتشجيعي لبائع متجول أن يروج لبضاعة " مجهولة ".!! رأيت أفواج الناس بأول يوم من شهر رمضان المبارك فترة العصر وكأنهم مملكة نمل، فالشوارع تتلاطم بأمواج السيارات التي تتنقل بين المطاعم والمحلات والتموينات، إلى درجة أن كثرتها كانت تؤثر على مرور سيارات الإسعاف والمطافئ التي كانت تؤدي مهامها بصعوبة في ذلك الوقت، وقد يكون التسوق في هذا الوقت يخالف « الثقافة الاستهلاكية « فكون الشخص « صائما « ليس من المناسب له أن يتسوق فهو في حالة « غيبوبة اليقظة « ويشتري كل ما يقع ناظره عليه وقد لا يكتفي من الشراء إلا بعد أن تفرغ محفظته وتتعطل أجهزة الصراف الآلي المحيطة به، فتوقيت التسوق مهم للمستهلك كي لا يندرج اسمه تحت قائمة « المسرفين «.