ليس جديداً ما نراه في الوقت الحاضر من انتشار كثيف للكثير من البسطات.. ومحلات بيع الاطعمة في كل شارع وسكة.. فهذا الشهر الكريم.. شهر رمضان اصبح شهر استهلاك بامتياز.. فالباعة من كل حدب وصوب ينشطون هذه الايام في عرض مختلف انواع المأكولات والاطعمة.. وتظهر بسطات متخصصة في بيع المأكولات الرمضانية المشهورة كالسمبوسك والقطايف والكنافة وغيرها من الاطعمة التي نراها تبرز على الواجهة مع بداية رمضان.. وتختفي في نهايته. الكثير من محلات السوبرماركات والبقالات لم تكتف بما تبيعه للناس في داخلها.. وإنما اقامت بسطات خاصة لهذه المأكولات حتى تتمكن من تلبية طلبات جميع الزبائن والمتسوقين الذين يسيل لعابهم امام هذه المأكولات قبل الافطار.. ثم يكون مصير جزء كبير منها براميل النفايات بعد الافطار. الكثير من المتخصصين في المجال الاستهلاكي يؤكدون ان نسبة الاستهلاك خلال شهر رمضان يزيد بنسبة 40٪ وهذا يضاعف فاتورة المدفوعات على الأسر.. رغم ان كمية كبيرة من هذه الأطعمة التي يتم استهلاكها لا يستفاد منها. الفول سيد الموقف.. والسوبيا نكهة رمضانية ٭ يحتل الفول المرتبة الأولى في قائمة المأكولات التي يقبل عليها الناس في شهر رمضان.. ويحرص الجداويون على وجود صحن الفول على سفرة الافطار.. ولهذا لا يكاد يمضي من النهار نصفه حتى تجد جرار الفول قد انتصبت امام محلات باعة الفول.. والذين تتفاوت درجة اجادتهم لاعداد الفول من فوال الى آخر.. ويحظى اصحاب الشهرة في عالم الفوالين بإقبال كبير من الناس وتزاحم شديد يبلغ ذروته بعد صلاة العصر من كل يوم رمضاني.. وكثيراً ما يتحول هذا الزحام الى مشاغبات ومشادات كلامية بين البعض من المستعجلين في الحصول على صحن الفول قبل غيرهم؟! وتأخذ «السوبيا» بعداً آخر في نظر البعض.. فرغم ان البعض لا يفضلها ولا يقبل عليها.. الا ان هناك عدداً كبيراً من الناس الذي يحرصون على تناولها عن الافطار.. ولهذا نجد بسطات «السوبيا» في كل موقع من اتحاد جدة.. ويحرص البعض بالوصول بها الى بيت المستهلك عن طريق بيعها في سيارة متجولة تذهب للناس في بيوتهم لتعرض عليهم السوبيا في عقر دراهم. والواقع ان السيد فول متواجد على امتداد العام.. لكن السيدة سوبيا تظل مرتبطة برمضان.. ويظل تواجدها وحضورها في اسواق جدة واحيائها مرتبطاً بهذا الشهر الفضيل. وكما للفول معلمون مميزون في إعداده وتجهيزه.. فإن للسوبيا ايضاً معلمون في اعدادها.. فليس كل فول.. فول.. وليست كل سوبيا سوبيا؟!.