كشفت نتائج التحقيقات الأولية التي أجرتها الأجهزة الفدرالية الأميركية أن ليست هناك عيوب إلكترونية في سيارات "تويوتا" التي استدعت الشركة الملايين منها في أواخر العام المنصرم ومطلع العام الحالي بعد انتشار تقارير عن تسبب هذه العيوب في حوادث سير شاركت فيها هذه السيارات وأدت إلى مقتل عدد من ركابها. وكانت الشكوك تحوم حول وجود عيوب إلكترونية في دواسة البنزين في سيارات تويوتا أو في سجادة أرضية السيارة القريبة من دواسة البنزين التي قد تكون المسؤولة عن التسبب في وقوع هذه الحوادث. وقد رحبت شركة تويوتا فورا بالإعلان عن تلك النتائج، وأكدت في بيان أن ذلك يؤكد ما قالته منذ البداية بأن سيارتها آمنة ولا وجود لأي خلل إلكتروني في محركات سياراتها. وكانت شركة تويوتا، وهي أكبر شركة لتصنيع السيارات في العالم اليوم، قد استدعت منذ أكتوبر الماضي ما مجموعه 9.5 مليون سيارة وشاحنة بيكاب من الأسواق ومن مالكيها، عارضة إصلاح ذلك العطب المشتبه في أنه المسؤول عن تلك الحوادث. كما سجلت مبيعات سيارات تويوتا انخفاضات كبيرة في الأسواق العالمية، وخصوصا في السوق الأميركي بسبب تلك التقارير وحملة الدعاية السلبية التي رافقتها. وهددت تلك الأزمة شركة تويوتا بفقدانها سمعتها العالمية كصانعة لواحدة من أكثر السيارات أمانا في العالم. وفضلا عن الاشتباه في وجود خلل ميكانيكي في دواسة البنزين أو السجادة الأرضية القريبة منها، اشتبه الخبراء في أن يكون هناك عطب إلكتروني في محرك السيارة الذي قد يكون مسؤولا عن مشكلة السرعة الزائدة للسيارات التي استدعتها تويوتا بعد تلقيها شكاوى من زبائنها بمواجهتهم مشاكل في قيادة تلك السيارات. لكن النتائج الأولية التي صدرت الأربعاء عن التحقيقات التي تجريها إدارة سلامة الطرق والنقل التابعة لوزارة المواصلات الأميركية تشير إلى أن التحقيقات التي أجرتها حتى الآن لم تثبت وجود عطل إلكتروني في سيارات التويوتا التي كانت الوزارة قد تلقت 3,000 شكوى منها، عدا عن السبب الذي كان قد تم تحديده مسبقا وهو تعلق دواسة البنزين بسجادة أرضية السيارة أو عدم ارتداد تلك الدواسة بالسرعة المطلوبة إلى حالة ما قبل الضغط عليها. وجاء في التقرير الأولي لإدارة سلامة الطرق والنقل الأميركية أن تحقيقاتها شملت فحص تسجيلات بيانات السيارات، أو ما يسمى ب "الصندوق الأسود" ل 58 من السيارات التي كانت طرفا في حوادث اشتبه في أنها نتجت عن مشاكل أعطال في دواسة البنزين أو في الأنظمة الإلكترونية لمحركات سيارات التويوتا. وكشفت هذه التحقيقات النقاب عن أنه في 35 من السيارات ال 58 التي تم فحص صناديقها السوداء لم يكن السائقون قد استعملوا الكوابح لوقف سياراتهم أبدا، بل وإنه في حوالي نصف هذه السيارات كان السائقون قد ضغطوا على دواسات البنزين قبل وقوع الحادث ... ربما بدلا من الضغط على دواسة الكوابح. ووجدت التحقيقات أنه في 14 من السيارات ال 58 كانت هناك محاولات جزئية للضغط على كوابح السيارة لوقفها، وفي حالة واحدة منها فقط علقت الدواسة بالسجادة الأرضية للسيارة ما حال دون وقف السيارة. يذكر أن الصناديق السوداء في السيارات تقوم بتسجيل الكثير من المعلومات عن السيارة قبيل وقوع الحادث، بما في ذلك الدواسات التي تم الضغط عليها وسرعة السيارة عند وقوع الحادث. وقام وزير المواصلات الأميركية راي لحود ومدير إدارة سلامة الطرق والنقل في الولاياتالمتحدة ديفيد ستريكلاند بإطلاع لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأميركي على نتائج التحقيقات الأولية، لكنهما رفضا التحدث لوسائل الإعلام بعد الجلسة. غير أن شركة تويوتا رحبت بتلك النتائج فورا، وأصدر المتحدث باسمها بيانا حيا على موقع تويتر على الإنترنت قال فيه إن تلك النتائج "تؤكد ما قالته تويوتا منذ البداية وهو أن السجادة أو عدم سرعة انعكاسية دواسة البنزين قد يكونا السببين المباشرين لظاهرة السرعة الزائدة في هذا العدد القليل من سيارات التويوتا، وإننا على ثقة أن الحلول التي عرضناها على زبائننا مجانا ستحل هذه المشكلة." وخلص إلى القول إن "الألكترونيات لم تكن السبب قط في هذه الظاهرة كما حاول البعض الإشارة."