يسعى الشاعر بطبيعته إلى تنمية ثقافته الشعرية ، ويتطلع إلى بنائها بالشكل الراقي والجميل ، وهذا بالطبع شيء أساسي في ظهور النص الشعري بكل رقي .. في الشعر العربي الحديث, وفي نماذجه الجيدة, أكد تطوره بلاشك إلى درجة الاختلاف الكلي عن الشعر القديم،وهذا يدل على أن هذا الشاعر المبدع هو أن يأتي بكل ماهو جديد في عالم الشعر وكتابته. وهو بذلك يسعى إلى تطوير ذاته الثقافية والشعرية. ومما لاشك فيه أن ثقافة الشاعر تعد عاملاً مهماً من عوامل الرقي الكتابي على الأقل لدى المتلقي المثقف الذي يبحث دائماً عن النص الشعري الراقي والمبدع ولذلك نجد أن أغلب الشعراء في هذا الوقت يحاولون اكتساب الثقافة الكتابية للشعر لأن ذلك هو بمثابة استجابة إلى الواقع, الذي هو في تغير مستمر, بل هو استجابة للتصور المستقبلي, لأن اهتمام المرء, بالإضافة إلى الشاعر, لم يعد مقتصراً على الحاضر, بل إن كل فرد يستشرف المستقبل, ويحرص على العمل لأجله, ولعل الشاعر أكثر الناس استشرافاً للمستقبل. الشعر الشعبي وما شهده من تطورماهو إلا عمل جاد لفرض وجوده على خريطة أدبنا الشعبي الذي يفترض فيه بناء ثقافة واعية تصل بالمتلقي إلى الرقي والثقافة الواعية له،وهذا مايتجه إليه أغلب شعرائنا الحاليين في شكلٍ يتناسب والتطور الثقافي لدينا . الشعر الشعبي بلاشك يشكل حضورا بارزا في الحركة الثقافية في كل انحاء العالم ولعل الحقيبة الادبية تمتليء باسماء كثيرة لها امكانياتها الجيدة لاتقول شعرا شعبيا فحسب بل لها امكانيات جديدة ذات اثر بالغ اعطى الشعر الشعبي نكهة خاصة. ولذلك نجد اهتمام الجماهير بالشعر الشعبي كونه مكتوباً باللغة المألوفة التي يتعاملون بها في كل مكان ولمعظم الاغراض . وعندما يتمتع الشعر الشعبي بقاعدة جماهيرية واسعة ، فالأجدر هنا أن يتصف شعراءه بثقافة راقية تصل بهم إلى عقلية المتلقي له بالشكل الجميل ، مع الحفاظ على جمال المفردة الشعبية التي اعتاد عليها المتلقي في القالب العامي غير أن ضرورة ثقافة الشاعر واكتسابه لها من خلال ممارسته وقراءته تعتبر عاملاً هاماً من عوامل بنائه كشاعر يستطيع الوصول إلى ذلك المتلقي دون المساس بشعبية النص الشعري كهيئة وجزء من موروثنا الشعبي باللهجة المحلية. تبقى ثقافة الشاعر أمراً مطلوباً في عصر التطور الشعري حتى ترقى به ذائقة المتلقي في عصرنا الحالي . أخيراً : يا أنتي عليك الله ليلي خذاني يمك أبي ضمة حنانك .. وشوفك أموت ما أبي ينكسر في زماني قلبٍ سكن داخل حياتك .. وجوفك