يبحث المتذوق والمتابع دائماً في مكامن الإبداع في كتابة النص الشعري، ويبحث أيضاً في جوانب جمالياته، إذا ما كان يحتوي على عوامل الجذب القرائي.. من هذا المنطلق تأتي ضرورة آليات الإبداع الكتابي لذلك النص وأهميتها عند الشاعر المتمكن الذي يستطيع أن يصل إلى المتذوق بكل روعته.. يقول قدامة بن جعفرأن مقياس جودة الأدب هو قوة تأثيره في نفس متذوقه وهذه القوة القادرة على اختراق جسد وروح ذواقة الشعر، والقادرة على أن تترك فيهما أثراً. ومن هنا تأتي آليات صياغة النص الشعري وهي تتكىء على روح الإبداع الكتابي التي تؤثر في النفس البشرية إذ هي مقياس وركن من أركان الأبداع الشعري وسحر جمال ما يترك من آثار لا تراها العين المجردة لكن تحس بها نفوس البشر. إن القصيدة التي يراد لها تحقيق الهدف هي القصيدة التي تصل الى المتلقي وباقصر الطرق ولذلك حرص أغلب الشعراء على استخدام اللغة السهلة في صياغة نصوصهم الشعرية وكان ذلك سببا نجاحهم إضافة إلى أنهم استطاعوا في فترة من الفترات الإستعان بالصورة الشعرية التي تقرب المعنى الى المتلقي، وهذا بالطبع من عوامل نجاحهم في إيصال ذلك النص الشعري إلى المتذوق. إن حضور النص الشعبي كان أكثر شمولية من حيث تنوع موضوعاته إذ جاء بآليات بناءة الصحيحه، وثرائه الشعري، وواقعيته، واهتمامه بالأحداث مفصلة، كما كان أكثر مرونة في رصدها والتعامل معها. وإن من يستطيع كتابة النص الشعري الحديث الذي يمتاز بإتباع الآلية الحديثة في كتابته هو ذلك الشاعر الذي لديه الألمام بالرؤية النقدية التي تتعلق بالأداوات الشعريه في الكتابة بعكس الذين يكتبون بالطريقة التقليدية. إننا عندما نريد الوصول إلى مفهوم حقيقي لآلية كتابة النص الشعري، فلابد أن ندرك مفهوم تلك الآلية التي لابد ان تكون في زمن الكتابة الشعرية، وذلك من خلال كتابة المفردة الراقية في القصيدة الشعبية وطريقة تركيبها البنائي، وهذا بلاشك يمنحها إبداعا وجمالاً ووعياً متميزاً من خلالها يتمكن المتلقي من إدراك ما تحمله من دلالات تجعله يستمتع بها ويتلذذ بمعانيها وبجمالياتها. في ساحتنا الشعبية، هناك شعراء استطاعوا التمكن من تفعيل تلك الآليات الكتابية في النص الشعري،من خلال الصياغة الراقية له والتي بلاشك تعتبر نقلة ثقافية حديثه للنص الشعري من التقليدية الماضية إلى التجديد الراقي، ومن هنا نجد أن أغلب النصوص الآن تأخذ طابع الحديث هذا أذا ما عرفنا بأن الجيل السابق من الشعراء لازال يعتمد على تقليدية الكتابة الشعرية دون التحرر من قيودها، ثم جاء جيل الشعراء اليوم ليظهروا بكتابة النص إلى الحديث الذي يواكب ذائقة المتلقي الآن. يبقى الدور هنا على تنفيذ آليات الإبداع الكتابي للنص الشعر ليرقى إلى مصاف الفكر والثقافة الشعرية المطلوبه. أخيراً: على اني كثر ما احبك / أحس انك تناساني وعلى اني كثر / ماأودك أحس اني انا الغلطان وعلى اني كثر ما جيتك / احس انك تحداني على كيفك / وانا كيفي تجي أوما تجي سيان