قصة حقيقية بطلتها فتاة في التاسعة من عمرها. استقبلها أبوها بالأحضان كالعادة، وكانت رائعة في دلعها وطلباتها. طلبت منه أشياء كثيرة في السابق وحقق لها طلباتها والبهجة تملأ قلبيهما. كان سعيدا بتفوق ابنته فقال لها: تدللي. اطلبي ياحبيبتي. تَريَّثت الفتاة قليلا ثم قالت: هل تحقق لي طلبي هذه المرة؟ قال الأب نعم ، ولكن بشروطنا. وكانت شروطهم أن تكون عملية ذات منفعة وسعرها معقول. فقالت الفتاة أكيد على شروطنا. فرد الوالد: إذاً اطلبي وانا تحت أمرك. فقالت: اشتر لي واسطة. ذُهل الوالد لطلب ابنته، اتضح ذلك من استغراقه قبل أن يكرر السؤال وهو متأكد أنه أخطأ السمع: واسطة؟ أجابت الفتاة: نعم واسطة. ضحك الوالد من أعماقه - وشر البلية مايضحك - وقال في نفسه حسبي الله على من جعل الواسطة حلم طفلة، لقد استفحل الأمر حتى أدركه الأطفال. ثم التفت إلى طفلته وهو يحاول أن يسبر أغوارها. ولماذا تريدين واسطة؟ ردت بدون تردد: إذا اشتريت لي واسطة نسافر بسهولة، وأكمل دراستي بدون مشاكل، ونحصل على أرض كبيرة نبني عليها بيتنا. فقال الأب في نفسه ولم يبدها لها: آه لو تعلم ماهو سعر الواسطة، إذاً لارتضت أن تعيش في خيمة وأن تكون ربة بيت. وهل أكل الحقوق إلا الواسطة. التفت إليها وضمها مجددا وقال لها عذرا حبيبتي لن أستطيع الحصول على واسطة، ولكن أعدك بأن نسافر على خطوط أجنبية وأن تتعلمي خارج الوطن.