كشفت دراسة حديثة لمحطات الفحص الدوري للسيارات عن تهرب 80 في المائة من قائدي المركبات عن فحص سياراتهم فنيا, واستعرضت 6 خطوات لضمان أمان المركبة قبل إجراءات التعديل. ونبهت الدراسة التي أعدتها الإدارة الفنية بالفحص الدوري للسيارات, وتنفرد "الرياض" بنشرها إلى خطورة التعديلات التي تجرى بالمركبات. ووفقا للدراسة فإن 20 في المائة فقط من المركبات تراجع محطات الفحص, وأن المركبات التي يوجد بها تعديل في مكوناتها فإن تلك التعديلات أجريت بطرق عشوائية جداً تستخدم فيها مواد لا علاقة لها بمكونات المركبة كسيخ التسليح والأخشاب, مشيرة إلى أن التعديلات التي تتم قد تؤثر بشكل مباشر على مكونات أخرى بالمركبة, وتغير من هوية المركبة الأصلية. ولفتت الدراسة إلى أن التعديلات أهمل فيها عنصر سلامة المركبة، حيث تتم هذه التعديلات في ورش غير متخصصة وبواسطة عمالة غير ماهرة، وأن الكثير من التعديلات بالمركبات تجرى دون أخذ موافقة الجهات الرسمية. وبينت الدراسة بأن أمان المركبة يتلخص في سلامتها، فالسلامة بمعناها الواسع من الأهداف الرئيسية لأي فئة من المجتمع، والسلامة في المجال المروري هي الهدف الذي تبنى عليه جميع الخطط والبرامج واللوائح المرورية.. وكشفت عن بعض التعديلات التي أجريت على المركبات كتعديل في جسم وهيكل المركبة في مقدمة المركبة كالشبك وتمديد الأجنحة السفلية لمقدمة المركبة حتى تكاد أن تلامس سطح الأرض وتعديل الرفارف الجانبية لمقدمة ومؤخرة المركبة ليصبح شكلها منتفخا ومحدودبا وبارزا إلى الخارج لتشبه في ذلك المركبات الرياضية أو قص جزء من سقف المركبة مع قواعد تثبيته المكملة لهيكل المركبة، مما يكون له بالغ الأثر في الحفاظ على توازن المركبة وثباتها خاصة عند السرعات العالية وفي المنحنيات، أو إزالة السقف وإغلاق الأبواب الخلفية مع إزالة الكراسي الخلفية وتحويل المركبة من سيدان إلى كوبية، وهذا يؤثر كثيراً في الحفاظ على توازن المركبة.. وقد أوضحت الدراسة بأن العديد من التعديلات قد أجريت لأنواع من المركبات ذات التصميم الأحادي (الهيكل وجسم المركبة عبارة عن كتلة واحدة لا تتجزأ عن بعضها البعض) فعند إزالة أي جزء منها يؤثر على بقية مكونات المركبة مما تكون له آثار سلبية على توازن المركبة وهذا ينطبق تماماً على التعديل الذي بموجبه يتم قص سقف المركبة. ولفتت الى من يلجأ إلى إطالة هيكل المركبة بأكثر من متر (100 سم) بغرض استخدامها في نقل بعض الأحمال ذات الأطوال الكبيرة، مما يكون له خطورة بالغة لتأثيره في نقطة تمركز الأحمال بالمركبة, ما يتسبب في انقلاب المركبة حتى ولو كانت تسير بسرعة بطيئة، وكذلك دعم صدامات المركبة بصدامات مصنوعة من الحديد الصلب في مقدمة ومؤخرة المركبة وفي هذا خطورة كبيرة عند الحوادث. وأبانت ان تلك التعديلات تؤثر على السلامة الكامنة، موضحة ان التصاميم الحديثة لهيكل وأجسام المركبات يدخل في تصنيعها المطاط والفايبر قلاس ومواد أخرى لامتصاص الكثير من الطاقة الحركية التي تتولد من قوة التصادم وبالتالي يتم تقليل نسبة الآثار السلبية التي قد تنجم من الحوادث، كما هناك أعطال يتم بموجبه إطالة ارتفاع جسم المركبة بغرض ترحيل أنواع مختلفة من البضائع ذات أطوال خاصة، وهذا النوع من التعديل له تأثير خطير جدا على نقطة تمركز الأحمال، حيث تبتعد كثيرا عن سطح الأرض مما يرفع احتمال انقلاب المركبة وخاصة في المنحنيات، وهناك تعديلات يتم فيها زيادة عرض المركبة عن الحدود المسموح بها مما يكون له الأثر البالغ على الطريق. كما بينت الدراسة بعض التعديل في نقاط تعليق المركبة كتعديل علاقة السست الورقية لإضافة مزيد من الشرائح للسسته لزيادة رفع قدرتها لتحمل المزيد من الأحمال، مبينة ان هذا التعديل له آثار سلبية تؤثر على ارتفاع نقطة تمركز الأحمال عن سطح الأرض مما قد يتسبب في انقلاب المركبة عند السرعات الزائدة وفي المنحنيات، أما في حالة زيادة الأحمال على المحاور يلاحظ أنه يؤثر على الإطارات بطريقة مباشرة فعند زيادة الحمولة على الإطار قد ينفجر في أي لحظة تحت ضغط الحمل الزائد، أو أن يتم العكس كتقليل عدد الشرائح للسست الورقية مما يؤدي إلى هبوط جسم المركبة إلى أسفل مؤثرة على جميع نقاط التعليق وأذرعة التوجيه، كما يؤثر ذلك على إضعاف مقدرة المركبة على حمل الأوزان التي صممت من أجلها أو قص اليايات الحلزونية أو تسخينها بواسطة حرارة الأوكس أستلين بغرض تهبيط جسم المركبة للتأثير على نقطة تمركز الأحمال وجعلها أقرب ما يكون من سطح الأرض، فعند تقريب نقطة تمركز الأحمال من سطح الأرض، ولهذا التعديل مساوئ في التأثير على جميع نقاط التعليق ووصلات وأجزاء أذرعة التوجيه وسرعة اهتراء مداس الإطارات، وتطرقت الدراسة الى تعديلات تتم في الإطارات كتركيب إطارات ذات مقاسات مختلفة (كبيرة أو صغيرة) لم يوص بها صانع المركبة مما يتسبب في التأثير على أجزاء أخرى من المركبة كالأذرعة ونقاط التعليق ووصلات الفرامل, وتعديلات تتم في الإضاءة كتعديل في إضاءة المركبة بتغيير الأنوار الأمامية بأخرى ذات موديلات متقدمة مما يتطلب معه تعديل تصميم الأجزاء والقطع التي سيتم التركيب عليها، كما يزيد الأحمال على الأسلاك والوصلات والأجزاء الكهربائية مما يتسبب في حدوث التماس كهربائي يؤدى إلى اشتعال النار بالمركبة, وهناك تعديلات تتم في الإضاءة الخلفية بتثبيت إطار ألمنيوم خارجي حول الأنوار الخلفية أو تثبيت أوراق المنيوم على عاكس اللمبة. وتناولت الدراسة تعديلات تتم في محركات المركبات كتركيب محركات ذات قدرات عالية قد تصل قدرتها إلى أكثر من (200) حصان ميكانيكي، مما يتطلب إجراء تعديلات أخرى قواعد تثبيت المحرك تغيير صندوق التروس وقواعد تثبيت صندوق التروس، وهذا يتطلب إجراء تعديلات إضافية كتركيب أطواق وإطارات عريضة قد تؤثر على نقاط التعليق وأذرعة التوجيه ووصلات الفرامل، كما أن أجزاء نقل الحركة قد تتأثر.. أو أن يتم تركيب محرك ديزل بدل بنزين مما يتطلب تعديلات أخرى قواعد تثبيت المحرك وقواعد تثبيت صندوق التروس. وأوضحت الدراسة بأن محطات الفحص الفني الدوري للسيارات تتعامل مع تلك المركبات التي يتم اكتشاف أي تعديلات فيها، حيث في الحالات التي تؤثر التعديل في هوية المركبة يتم تحويلها لإدارة المرور لإجراء اللازم، أما الحالات التي يؤثر التعديل في التكوين الفني للمركبة يتم فحصها ثم يتم تحويلها إلى إدارة المرور بالمحطة لإجراء اللازم، أما الحالات التي تؤثر على السلامة المرورية على الطريق يتم فحصها ثم تحجز وبعد ذلك تحول للمرور بالمحطة. وأوصت محطات الفحص قبل إجراء أي تعديل لأي جزء من مكونات المركبة بإتباع 6 خطوات لضمان أمان المركبة, وذلك من خلال تجهيز رسومات وتصاميم فنية للجزء أو الأجزاء المراد إدخال التعديل عليها, أخذ موافقة الشركة المصنعة للمركبة المراد إدخال التعديل عليها, أخذ موافقة الجهات المختصة: الهيئة العربية للمواصفات والمقاييس ووزارة التجارة، الإدارة العامة للمرور, التعديل يجب أن يتم في ورش متخصصة ومصدقة للقيام بمثل هذا النوع من الأعمال الفنية, يجب أن يشرف على التعديل لجنة فنية مكونة من خبراء في مجال هندسة السيارات, بعد التعديل يجب أن يتم تعديل هوية المركبة على استمارة السير إن تتطلب الأمر ذلك.