باتت الوظيفة الحكومية الهم الذي يؤرق شبابنا وشاباتنا وأصبح الدخل الثابت من وظائف القطاع العام أو الخاص الملاذ الآمن لجل الشباب تاركين الباب على مصراعيه للعمالة الوافدة للاستحواذ بالأعمال الحرة أو أعمال المنشآت الصغيرة. وكأن الوظائف الحكومية هي الخلطة السحرية للغنى أو لنقل للاستغناء عن الناس وقد ساعدت عدة عوامل لتبلور هذه الفكرة لدى الشباب منها عدم التدرب أثناء التعليم العام على مثل تلك الأعمال أو لقلة تشجيع الشباب من قبل والديهم أو التلازم بين العيب والأعمال الحرفية واليدوية أو لعدم انتشار تلك الثقافة في المجتمع مما أدى لعزوف غالبية الشباب عن الأعمال الحرة وتفضيلهم للجلوس في البيت في حال عدم توفر الوظيفة مما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى 10.5٪ في عام 2008 وفقاً لدراسة عن الغرفة التجارية الصناعية بالرياض. وفي ظل تنمية الاقتصاد الوطني اتجهت كثير من القطاعات الحكومية والخاصة إلى تقديم جملة من التسهيلات لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة ومنها دعم بنك التسليف والموافقة على إنشاء صناديق كصندوق المئوية لتغير المفهوم السائد لدى الشباب ولمحاولة القضاء على البطالة. ومن هنا أدعو كل الشباب الذين دب اليأس في حياتهم وملأ الفراغ أوقاتهم أن المجال رحب واسع والفرص متوفرة وتحتاج إلى من يقتنصها فالأرزاق بيد الرزاق الذي ضمن لنا الرزق إن نحن سعينا وليست أبواب الرزق محصورة في الوظيفة فحسب بل هي كثيرة وتحتاج للتوكل على الله أولاً ثم للاجتهاد وكما روي فإن «تسعة أعشار الرزق في التجارة خصوصاً ومجتمعنا مجتمع استهلاكي بحت يتهافت لاقتناء كل جديد وغريب والمجتمع زاخر بكثير من الأمثلة ممن وقفوا على أقدامهم بل ووصلوا حد الثراء من الصفر. يقول المتنبي: لولا المشقة لساد الناس كلهم الجود يفقر والاقدام قتال ويذكر ابن خلدون في مقدمته أن من يملك مهارة ما لا يحتاج لأن يعمل لدى أحد بل الناس يأتون إليه لسد حوائجهم. وهذه بعض الأفكار لأعمال نسائية قد لا تحتاج لرأس مال كبير وتدر أرباحاً بإذن الله. إذا كنت تجدين نفسك في الطبخ طوري نفسك وأبدعي وستصلك الطلبات لباب بيتك والله لو كان في آخر الدنيا مادام لديك الجديد والمبدع. إذا كنت ممن يحب التصميم والديكور ابدئي بشكل صغير في تصميم الملابس أو مفارش الطاولات وتعلمي أنواعا جديدة من التطريز غير الموجودة وغير المنتشرة ففي بعض قرى الشمال والجنوب حياكة جميلة جداً ابحثي عمن يجدنها من بعض كبيرات السن واستعيني بهن. إنشاء روضة صغيرة لأطفال الموظفات في حيّك فكرة رائدة تسعف كثيرات ممن يفضلن وجود الطفل في مكان آمن على تركه مع خادمة آسيوية. عمل مشغولات يدوية مما يتهافت عليه الصغيرات كالأساور أو السلاسل. عمل ورشة عمل لتدريب الخادمات المنزليات على التنظيف أو الطبخ فكثيرات لا يجدن وقتا كافيا لتدريب الخادمة الجديدة. وبالنسبة للشباب هذه بعض الأفكار: الاستثمار في الكمبيوتر والانترنت من تصميم مواقع وغيره فضاء فسيح وأفق واسع، أعمال النقل بالسيارة الخاصة. أعمال الدهانات والرسم تدر الذهب فقط تحتاج إلى أن تعمل مع دهان محترف لبعض الوقت حتى تتقن الأمر وبعد ذلك أطلق العنان لمواهبك وابداعاتك والله إنهم يدخلون بيوتنا لا نطلب منهم شهادات بل بالاحتراف فالمسألة ليست صعبة فقط قليل من الجهد. وأخيراً هذه دعوة من القلب إلى كل شاب وشابة محبطين ويائسين من الحصول على وظيفة هل نكتف أيدينا ونجلس ننتظر الوظيفة أو ننتظر الناس ليتصدقوا علينا وليحسنوا لنا ويفنى العمر وتذهب الأيام ونحن عالة على أنفسنا وأهلنا ووطننا لا تستسلموا للفقر ولا لليأس وأيقنوا أن الأرزاق بيد الله ولنتذكر أن «الحياة مغامرة جريئة أو لا شيء» هيلين كيلر.