في مجتمع المرأة العاملة دأبت الصحافة والملتقيات الاقتصادية والاجتماعات النسائية الصغيرة على ذكر المشاكل التي تقابل المرأة والصعوبات التي تجدها كلما حاولت ان تدخل الى مجال العمل وهي صعوبات عرفية اكثر منها نظامية اوتشريعية اوشرعية ، وكثير من السيدات يجدن في الحديث عن هذه المعوقات تنفيسا عن قلة حيلتهن اوتكاسلهن اوضآلة روح الصبر والتحدي لديهن ، والا فان قصصا اخرى لا تقل روعة وجمالا عن قصص كفاح الرجال نجدها في عالم المرأة ، بغض النظر عن مستواها الثقافي اوتحصيلها العلمي ولقد رأيت بنفسي وعايشت منذ البداية سيدات تباينت ظروفهن واوضاعهن الاجتماعية والمالية ، لكنهن اشتركن في وجود روح الصبر والتحدي والاصرار على الوصول وتجاوز مراحل الفشل والهوان .. كم عرفنا من مطلقات وارامل ومهجورات من عائل ظالم قرر فجأة التخلي عن زوجته واولاده فلم تجد المرأة الا ان تمد على استحياء يدها، ولما اشتدت عليها وطأة العوز شدت رأسها واستقام ظهرها وكفت يدها وقررت بشجاعة ان تبدأ من الصفر واحيانا من تحت الصفر ، رأينا اولئك اللواتي بدأن يطبخن في بيوتهن ولم يعدمن وسيلة يسوقن من خلالها طعامهن ، ورأينا اللواتي شكلن مع بناتهن جدارا ضد تقلبات الزمن وبدأن في شغل الحلي وتطريز الاثواب والنقش على الحقائب والاحذية ، ورأينا اللواتي اجتمعن جارات وقريبات وبدأن عملا مشتركا بريالات قليلة واستطعن ان يتركن بصمة جميلة في كل معرض عام خيري اواجتماعي يتمكن من وضع بضاعتهن فيه وعرضها ببداهة الواثقات من ان الله معهن .. كما رأينا سيدات اعمال من الشابات تخرجن من الجامعة ولم يجدن وظيفة فلم يستسلمن لحالة الدعة والخمول ولم يعلقن مصائرهن على شماعة البطالة وقلة الوظائف ورداءة الحظ ، بل شمرن عن ساعد الجد وبدأن مشاريع صغيرة لكنها واثقة حققت وستحقق نجاحا كبيرا باذن الله ومنهن من اتخذت من تصميم بطاقات المناسبات مهنة واستأجرت لها مكتبا وعملت لها بطاقات دعائية جميلة ، ومنهن من اتخذت من صناعة الخزفيات الراقية وسيلة لكسب العيش وفوجئت بعد قليل بان ما تصنعه عليه اقبال والناس تشتريه وتطلب منها الكثير ، ومنهن من استطاعت ان تفهم تقنية الحاسب وتمكنت من ايجاد فرجة امل لها عبر تعليمه اوعمل مواقع اوغير ذلك من اساليب العمل عن بعد ، وفي السلم من فوق رأينا سيدات الاعمال الكبار اللواتي اقتحمن عالم الصناعة واستطعن ان يكون لانفسهن علامات تجارية محترمة معترف بها ، والامثلة كثيرة وجميلة وكلها تقدم دعوة للواتي ، بل لكل الذين اعتقدوا ان ابواب الرزق سدت في وجوههم وان العمل لمن يسعده الحظ بوظيفة فقط من شباب وشابات ، تحية اعزاز وتقدير لكل النماذج المشرفة في بلادنا ودعوة للآخرين ان يحذوا حذوهم ويرونا من شأنهم ما يسر . [email protected]