كثير من المشاريع الحكومية التي تقام على مدار العام، والتي يتم تنفيذها على أحدث المواصفات والطراز الحديث، لم يراع فيها خدمة الموظف والمراجع من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد يتم أحياناً إغفال جانب مهم من متطلبات كبار السن، وذلك في مداخل الإدارات الحكومية أو المدارس أوالمستشفيات، وكذلك المساجد أو المرافق الأخرى التي لا غنى لنا عنها في حياتنا اليومية. "الرياض" شاهدت عدداً من الإدارات الخدمية، كالمرور، والجوازات، والكهرباء، والمراكز الصحية، والمساجد، والمدارس وغيرها من المرافق الأخرى بمداخل وسلالم مرتفعة لا تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن، وهو ما يدعونا أن نلفت انتباه الوزارات والإدارات لهذا الأمر، وأن نرى تعديلات في مداخلها لخدمة من أجبرتهم ظروف الإعاقة دون استخدام تلك السلالم العالية "الدرج". معاناة مواطنة أحد المواطنين "تحتفظ الجريدة باسمه" بعث ل"الرياض" بصورة خاصة يوضح فيها معاناة زوجته مع ابنته عندما أراد معالجتها والدخول إلى أحد المباني النسائية، فوجدت المدخل مرتفعاً و"سلالمه" عالية، مما جعلهم يعانون كثيراً حتى دخلتا وخرجتا من مقر الوحدة الصحية المدرسية، بسبب عدم إنشاء "مشاية" ومداخل خاصة بالعربات، لتكون خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن، وهذا ما لم يتم أخذه في الحسبان في تنفيذ كثير من المشاريع والمباني الحكومية، فهل سيتم إلزام المكاتب الهندسية على وضع مداخل خاصة لمن يحتاج إليها؟، خاصةً أننا بدأنا نسمع ونقرأ أن هناك إدارات حكومية ومؤسسات خدمية بدأت في وضع مداخل خاصة لخدمة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، بل إنه يتم خدمتهم في الأدوار الأرضية من خلال إنشاء مكاتب خاصة تقدم لهم الخدمة العاجلة دون تكبدهم عناء الصعود للأدوار العليا. مبادرة الأمير سلمان أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ومؤسس مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة أن عاصمة المملكة "الرياض" أول مدينة صديقة للمعاق، وبذلك تكون قد تبوأت ذلك الموقع المميز، عقب إقرار أمير منطقة الرياض مبادرة الوصول الشامل التي طورها مركز أبحاث الإعاقة، تأكيداً على مراعاة استيعاب المعاقين في أوجه الحياة العامة، ومساندتهم في جميع المجالات، ليتمكنوا من ممارسة حياتهم وتحقيق طموحاتهم، تمثل هذه الخطوة أكبر مبادرة إنسانية تشهدها المملكة، وتجسد التزام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة ودعم ذوي الإعاقة، كما قام سموه بتفعيل هذا الإعلان من خلال رعايته توقيع اتفاقيات تعاون بين المركز وعدد من الجهات الحكومية، لتطبيق برنامج الوصول الشامل الذي ينفذه المركز، بدعم من وزارة النقل في قفزة نوعية لمسيرة التطوير الحضري والعمراني التي تعيشها المملكة. نقطة تحول من جانبه، أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، أن رعاية أمير الرياض لتوقيع اتفاقيات الوصول الشامل مع عدد من الجهات الحكومية، تمثل نقطة تحول جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة، مشيراً إلى التزام حكومة المملكة بتقديم الدعم اللازم للأشخاص ذوي الإعاقة، ليصبحوا أفراداً منتجين في مجتمعهم، كما أن الاتفاقيات التي وُقعت لا تستهدف المعوقين فقط، بل ستتيح تطوير البيئة المحيطة بجميع أفراد المجتمع من خلال الوصول إلى الأماكن العامة والخاصة، كمراكز التسوق، والمنشآت التجارية، ومواقف السيارات، إلى جانب المدارس، والمساجد، والمنازل، والمرافق الأخرى.