كثيرون انتقدوا معسكرات الأندية السعودية المشاركة في دوري زين، وهناك من اعتبرها (موضة)! ولا سيما أن جميع الفرق ال 14 عسكرت خارجيا: عشرة في أوروبا وثلاثة في مصر وواحد في البرازيل. وطالت الانتقادات بعض الفرق التي لم تتعاقد مع مدربيها إلا بعد أسبوع أو عشرة أيام من بداية المعسكر وبعضها لم تكمل لاعبيها الأجانب، وهناك من استاءوا من النتائج الكبيرة ضد شركات أو في مناورات. شخصيا أخالف هذه الانتقادات، ومع احترامي لمن يرى أن الإمكانات المتوفرة في السعودية تضاهي أو قريبة مما هو موجود في الدول التي عسكرت فيها الأندية، هذا غير صحيح لاسيما أوروبا والبرازيل، فالطقس أهم عوامل الإعداد بما يرفع مستوى اللياقة، أضف إلى ذلك المعدات والطبيعة التي تتيح تنويع التدريبات بدلا من الروتين الذي يصيب اللاعب بالملل، ونحن نواجه أزمة ملاعب، كما أن المنشآت عملاقة ظاهريا وتعاني الكثير من الخلل. وحتى لو توفرت الإمكانات فإن من أهم تقويم العمل أن تلعب مباريات ودية مفيدة، وهذا ينتفي في المعسكرات الداخلية، وأجزم أن تكلفة حضور فريق واحد من فرق الوسط في أوروبا إلى السعودية تعادل تكلفة المعسكر كاملا في أوروبا، وبدون مبالغة مباراتان مع فريقين ستكلفان أكثر من قيمة المعسكر، خصوصا أن هناك عروضاً خاصة لمثل هذه المعسكرات. أما تأخر التعاقدات مع المدربين، فالأهم في أول أسبوع أو أسبوعين رفع مستوى اللياقة من خلال مدرب متخصص، ومن يغفل هذا العامل بالتأكيد أخطأ وسيتكبد مشاكل فنية وطبية لاحقا. ومن ينتقد الفرق في (استدانة) مبالغ لإقامة المعسكر، فإن الفوائد ربما تكون في بقاء الفريق لمن هدفهم تفادي الهبوط، أو الفوز بالدوري لفئة الأبطال أو تحقيق مركز متقدم يتيح اللعب قاريا، وربما الفوز بإحدى البطولات الأخرى، وبالتالي يحقق رئيس النادي أهم هدف له أمام جماهير ناديه. الأكيد أن النادي سيخسر محليا أكثر مما يدفعه خارجيا، وأتمنى لو أن الأندية تكشف للملأ ماصرفته وتقارن كم ستصرف لو جلبت فرقا خارجية. وبالنسبة لي حتى لو بلغت التكاليف (الضعف) عما ستصرفه محليا فالفوائد التي أشرت إليها فنيا ومعنويا مبررة، ومثل هذه الأعمال ستطور اللاعب السعودي بما يعود بالنفع على الدوري والمنافسات المحلية لمصلحة المنتخب.. وغير هذه الفوائد من مصلحة اللاعب السعودي أن يعايش الثقافات الأخرى وبالتالي يوسع مداركه كإحدى فوائد السفر. والأكيد أن اللاعبين والإداريين سيعودون من هذه المعسكرات بنفسيات مرتاحة وكلهم حماس لخوض غمار الدوري. الملاحظ في هذا الصدد أن الأندية تعاقدت مع مدربين كبار، وحرصت على انتقاء لاعبيها بعناية وبنسبة كبيرة تركت القرار للمدربين وهذا يعزز من التعامل الاحترافي بما يحقق التطور المنشود. ومما يبشر بنجاح مختلف هذا الموسم أفضل عن السابق، ماشاهدناه من الهلال والشباب في بطولة النخبة في أول ظهور لهما، والنصر أمام لاتسيو الإيطالي في آخر أيام معسكره بإيطاليا. أما الفرق الأخرى فلم نشاهدها، ولكن الأخبار تؤكد فوائد ملموسة. نأمل أن نشاهد موسما جميلا وأن يكون التطور كاسحا في كل شيء وفي مقدمتها خدمات الملاعب.