قال سياسيون أردنيون إن العلاقات السعودية الأردنية المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين هي نتاج السياسة الحكيمة التي تنتهجها قيادتا البلدين الشقيقين والحرص الدائم على الثوابت التي تجمع الأمة العربية والإسلامية. مشيرين إلى أن لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته الكريمة المرتقبة إلى الأردن تأتي تأكيدا على عمق العلاقات الثنائية المستمرة والمتواصلة التي تجمع البلدين الشقيقين. وأشار عدد من السياسيين والإعلاميين الأردنيين إلى أهمية توقيت هذه الزيارة في ظل الحاجة إلى المزيد من تنسيق المواقف إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. حيث أشار رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور فايز الطراونة إلى أن ما يميز العلاقات الأردنية السعودية عدا عن العلاقة الأخوية التي تربط بين القيادتين في البلدين الشقيقين هو التشابه والتقارب التام في مواقفهما إزاء القضايا العربية المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأضاف الطراونة إلى أن التوافق الكامل بين الأردن والسعودية فيما يتعلق بقضايا الأمة واضح وجلي سواء في مؤتمرات القمة العربية أو أي لقاءات تجمع القادة العرب وكذلك الأمر في اجتماعات ومؤتمرات الأممالمتحدة وفي أي من المحافل الدولية الأخرى. وقال "نحن في جوار طيب جدا"، فالقرب الجغرافي بين المملكة والأردن يلعب دورا مهما في تمتين العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين. وبين الدكتور الطراونة أن النمط السياسي العام للبلدين الشقيقين واضح ومتشابه يتسم بالاعتدال الذي هو عنوان السياسة الأردنية كما هو عنوان السياسة في المملكة فلم يعرف عن أي منهما أي تطرف أو غموض في أي محفل عربي او دولي. وقال الطراونة إن هذا الاعتدال يصب في مصلحة الإسلام فقد خلقنا الله امة وسطا، وما تمسّك البلدين الشقيقين بالثوابت الإسلامية والعربية إلا لخدمة الموقف الإنساني وكذلك الموقف الإسلامي بشكل عام. إلى ذلك قال وزير الإعلام الأردني الأسبق مروان دودين إلى أن الاردن يتطلع بكل حب واحترام لهذه الزيارة، وأن الفرصة سانحة للقيادتين لتبادل الرأي في أهم قضية للعرب والمسلمين وهي قضية فلسطين وما قد تحمله الأيام المقبلة من تطورات تؤدي إلى استئناف جدي لمسيرة السلام تحتاج من الزعيمين الكبيرين خبرتهما وعلاقتهما العربية والدولية. مشيراً إلى دور البلدين المهم تجاه القيادة الفلسطينية في الموقف الذي تتخذه سيما وان هذه القيادة تلتزم حتى اليوم بقرارات القمة العربية وخاصة القرار العربي الشهير في قمة بيروت عام 2002 وهو الذي كان خادم الحرمين قد قدمه وعرضه بنفسه حينما كان وليا للعهد. من جهة أخرى تناولت وسائل الإعلام الأردنية هذه الزيارة حيث أكدت "الدستور" الأردنية في افتتاحيتها يوم أمس الخميس إلى أن القمة السعودية الأردنية تأتي في سياق نهج الزعيمين العربيين خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والملك عبدالله الثاني، القائم على تنقية البيت العربي من الخلافات والعمل على جمع شمل الأمة، لتعود كما أرادها الله (خير أمة أخرجت للناس) كسبيل وحيد للجم المشروع الصهيوني التوسعي، وإنقاذ القدس والأقصى من براثن الاحتلال الصهيوني. كما أوردت الصحيفة تأكيد فعاليات سياسية وحزبية ونقابية على الأهمية البالغة التي تكتسبها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الأردن، ولقائه جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم والتي من شأنها تكريس العلاقات الأردنية السعودية ودعم تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.