فرضت قوات الاحتلال تدابير مشددة وشنت حملات تمشيط واسعة النطاق جنوب الخليل، في أعقاب مقتل عنصر من شرطتها واصابة ثلاثة آخرين بجراح في هجوم فدائي مسلح على مقربة من مخيم الفوار، هو الأول من نوعه عقب مجزرة "أسطول الحرية". ووفق المصادر الاسرائيلية فقد وقع الهجوم عند نحو الساعة 7:20 صباحاً على الطريق رقم 60 الواصل بين تجمع "غوش عتصيون" شمال الخليل والمناطق الجنوبية، حيث فتح مقاومون النار من بنادق الية من طراز "كلاشنكوف"، من كمين نصبوه، ما ادى الى اصابة اربعة من عناصر الشرطة بجراح، احدهم توفي متاثرا باصابته الحرجة في مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس المحتلة. ونقل عن سائق الدورية، بأنه سمع صراخا في المقعد الخلفي وحينما أدار وجهه تلقى رصاصة في كتفه، فولى الأدبار حتى وصل معسكرا للجيش، وتبين ان السيارة أصيبت بسبعة عيارات نارية من سلاح كلاشنكوف". واثر ذلك حضرت قوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال الى المنطقة وفرضت اغلاقا كاملا عليها ، واقامت الحواجز العسكرية واغلقت الطريق المارة بمحاذاة مخيم الفوار، وشنت حملة تمشيط واسعة النطاق في مناطق جنوب الخليل، فيما طلب من مستوطني "بيت حغاي" و"عوتنيئيل" بملازمة مساكنهم تحسبا لاي طارئ. وتركزت حملات التمشيط في مخيم الفوار، وبلدتي السموع ودورا ومنعت طلبة الثانوية العامة من الوصول لمدرسة خرسا لتقديم امتحاناتهم النهائية. وتحدثت المصادر الفلسطينية عن اعتقال المواطن حسن ابو عرقوب من بلدة دورا بذريعة انه يمتلك دراجة نارية. وفي نابلس، اقتحم مئات المتطرفين اليهود فجر امس المنطقة الشرقية من المدينة، لليوم الثاني على التوالي، واقاموا طقوسا تلمودية في منطقة " قبر يوسف"، تحت حماية عشرات الاليات العسكرية. وذكرت مصادر في المدينة ان مواجهات اندلعت في المنطقة حيث تصدى الشبان بالحجارة لقوات الاحتلال التي رافقت المتطرفين، فيما ردت هذه القوات باطلاق الرصاص وقنابل الصوت والغاز. وقد اعلنت مجموعة تطلق على نفسها "مجموعة شهداء اسطول الحرية" في وقت لاحق تبنيها للهجوم الفدائي. واكدت في بيان ان العملية تأتي كرد من سلسلة الردود (..) ولنؤكد اننا لن نترك السلاح طالما بقي الجيش الصهيوني المتغطرس على ارضنا الحبيبة". واضاف البيان "نؤكد للجميع باننا لا نعترف بهدنة ولا بوقف اطلاق نار مع قوات الاحتلال ما دام جاثما على أرضنا".