صدر العدد السابع والعشرون من مجلة الجوبة الثقافية حاملا معه العديد من المواد الإبداعية والمقالات والدراسات وقراءات الكتب، متناولا ملفا خاصا بالقصة القصيرة، وذكر المشرف العام على المجلة ورئيس التحرير الأستاذ إبراهيم بن موسى الحميد أنها تهتم بالموضوع والفكرة دون الاهتمام بالشخوص، خالية من الغموض، تتطلب صياغة متقنة من ناحية الحبكة، وتوظيف الشخصيات، وبنية الزمن، والأسلوب، والفضاءات، والشخصية فيها تتحرك وفق فكرة وخيال القاص، لا وفق شكلها العام أو تركيبتها، ومن هذا المنطلق خصصت الجوبة ملفا خاصا بالقصة القصيرة جدا، تناول فيه نخبة من الكتاب هذا الجنس الأدبي الجديد.. لتضع المتلقي في الصورة من حيث نشأته، والتعريف به، وما تناوله النقاد بشأنه. وشملت الجوبة في عددها هذا دراستين.. كانت أولاهما عن "التجربة القصصية الجديدة في المغرب" لعبدالرحيم الخصار والتي وقف من خلالها عند أربعة أعمال قصصية للجيل الجديد("هذه ليلتي" لفاطمة بوزيان، "حجر دافئ" لحسن رياض، و"تفاح الظل" لياسين عدنان، و"زقاق الموتى" لعبدالعزيز الراشدي). أما الدراسة الثانية فكانت عن " الطفل وتربية الحس الجمالي" للأستاذ الدكتور بركات محمد مراد. وتدخل الجوبة في مواجهات أربع كانت الأولى مع الأستاذ الدكتور زغلول النجار أثناء زيارته لمنطقة الجوف بناء على دعوة من نادي الجوف الأدبي. أما المواجهة الثانية فكانت مع الشاعر والمترجم والكاتب الفلسطيني محمد حلمي الريشة الذي قال بأن القصيدةُ بالنَّثرِ وَلِدتْ مع شرعيَّتِها كمَا يولَدُ كائنٌ من كائنٍ، تمامًا كمَا ولدت القصيدةِ العموديَّةِ قبلَ أَكثر من أَلفٍ وسبعمائةِ سَنة، وقصيدةِ التَّفعيلةِ في الأَربعينيَّاتِ (ولربَّما قَبل) منَ القرنِ العِشرين. وهي ليستْ نسيجُ نَفْسِها، بلْ هيَ تَحرُّرٌ/ تطوُّرٌ طبيعيٌّ كما يحدثُ لأَيِّ كائنٍ حيٍّ. وجاءت المواجهة الثالثة مع الفنانة التشكيلية مروة كريدية التي ترى أن الفن عَصيّ على التعريف، وإنْ تجلى كمقاربة إبداعية لموسيقى الوجود، فالفنون البصرية التشكيلية، وغنائية السرد والشعر، هي كشف عن ينبوع المحبة والفطنة الكامن في.