أكد مسؤول أمني مصري أمس ان "مصر فتحت معبر رفح ولن تغلقه" اذا لم تحدث أي انتهاكات من الجانب الاخر للحدود. وسئل المسؤول المصري، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في لقاء مع مجموعة من الصحافيين من بينهم صحافية من وكالة "فرانس برس" عما اذا كانت مصر قررت فتح معبر رفح بشكل دائم فأجاب "لقد فتحنا المعبر ولن نغلقه الا اذا حدث انتهاك، ان هذا يتوقف على سلوك الجانب الاخر" في اشارة في الى حركة حماس التي سيطرت بالقوة على قطاع غزة منذ منتصف 2007 اثر اقتتال بينها وبين حركة فتح. وكانت قضية الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة منذ نحو اربع سنوات احد الموضوعات الرئيسية على جدول اعمال محادثات نائب الرئيس الاميركي جو بايدن مع الرئيس المصري حسني مبارك أمس في شرم الشيخ. وقال بايدن في بيان اصدره عقب اللقاء ان الولاياتالمتحدة "تتشاور مع مصر وشركائها الاخرين حول وسائل جديدة للتعامل مع الوضع الانساني والاقتصادي والامني والسياسي في غزة". وقررت مصر الثلاثاء الماضي فتح معبر رفح الى اجل غير مسمى امام حركة مرور الافراد والمساعدات الانسانية. وجاء هذا القرار غداة العدوان الاسرائيلي الدامي على اسطول الحرية بينما كان متجها الى غزة ما ادى الى استشهاد تسعة ناشطين جمعيهم من الاتراك. واكد المسؤول المصري ان "المعبر يمكن ان يفتح للابد اذا حدثت مصالحة" معتبرا ان حماس تتحمل مسؤولية اخفاق المصالحة "لانها تريد منا ان نغير الورقة المصرية ولكننا لن نغيرها". واضاف المسؤول المصري "اننا لن نتخلى عن مليون ونصف مليون فلسطيني ومعبر رفح للناس وليس لدينا مشكلة في ان يخرج الناس ويدخلون اما البضائع من نوع الاسمنت والحديد فستدخل عن طريق معبر كرم ابو سالم " الواقع على الحدود المصرية مع فلسطينالمحتلة بالقرب من الحدود بين مصر وغزة. وأوضح ان "اسرائيل لا تعترض على دخول الاسمنت والحديد ولكنها لا تريد ان تذهب هذه البضائع الى حركة "حماس" وتريد ان يتم تسليمها الى المفوضية العليا لاغاثة اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) لكي تتولى هذه المنظمة توزيع الاسمنت والحديد لاستخدامها في البناء". واعرب المسؤول المصري عن اعتقاده انه "سيكون هناك رفع جزئي للحصار من جانب اسرائيل" مضيفا ان اسرائيل "تعتقد ان الحصار يشكل ورقة ضغط على حماس في المفاوضات حول غلعاد شاليط" الجندي الاسرائيلي الذي تحتجزه المقاومة الفلسطينية منذ العام 2007. وقال "اننا نحاول ان نشرح" لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان اسرائيل لن "تصل الى حل لمشكلة شاليط ما لم تبد مرونة في موضوع قائمة الشخصيات الفلسطينية المهمة" الذين تطالب حماس باطلاق سراحهم ضمن صفقة الافراج عن شاليط. من جانب آخر، قال المسؤول الامني المصري ان مصر ستنتهي من بناء الجدار الفولاذي الذي يجري انشاؤه تحت الارض بينها وبين قطاع غزة "مع نهاية الصيف". وقال "سنغلق كل الانفاق بالتأكيد". وسئل عن موعد اكتمال بناء الجدار بين مصر وقطاع غزة فأجاب "نامل ان ينتهي مع نهاية الصيف"، مضيفا "انه حقنا المشروع، سننقل اليهم بضائع من فوق سطح الارض (وليس من تحتها) وهذا يجب ان يحدث امام اعيننا".