حذر الزعيم التاريخي المعروف حسين آيت أحمد رئيس أقدم حزب جزائري معارض "جبهة القوى الاشتراكية" المقيم في منفاه بجنيف السويسرية منذ أكثر من 30 سنة حذر من مخاطر ما اسماه "المزايدات الجهوية" على وحدة التراب الجزائري و ترهنه ل "رغبة القوى الكبرى''. وقال ال "دا حسين" مثلما يلّقب في الجزائر في رسالة وجهها مطلع الأسبوع لإطارات حزبه بمناسبة انعقاد المجلس الوطني ووصلت مكتب "الرياض" نسخة منها أن من يدعون إلى تقسيم الجزائر إلى مقاطعات جهوية لا يختلفون عمن يستعملون الدين لأغراض سياسية أو من يستعملون السياسة لأغراض عرقية. واعتبر حسين آيت أحمد الذي يحظى حزبه بقاعدة نضالية هامة ليس فقط بالمدن الثلاث لمنطقة القبائل البربرية بل في عدد كبير من مناطق الجزائر، إن أي مشروع سياسي "قابل للبقاء'' لا يجب أن يرتكز على أطروحات ذات طابع ديني أو جهوي أو إثني. وراح آيت أحمد لأبعد من ذلك عندما قال إن الذين يدعون إلى "الجهوية" -دون أن يسميهم- لا يختلفون في شيء عمن يلجأون إلى ''التوظيف السياسي للتطرف المسلح في منطقة الساحل''. وجاءت رسالة آيت أحمد الذي ترشح لانتخابات الرئاسة في عام 1999 قبل أن ينسحب منها في وقت تعالت في أصوات تحسب على المعارضة البربرية المتطرفة تطالب بمنح منطقة القبائل البربرية التي تشمل مدن "تيزي وزو" و"بجاية " و"البويرة" الاستقلال الذاتي وهو ما دعا إليه صراحة الناشط البربري المتطرف فرحات مهني "زعيم ما يسمى ''حركة الحكم الذاتي في منطقة القبائل'' الذي أطلق قبل أكثر من أسبوعين من باريس ما اسماه "الحكومة الأمازيغية المؤقتة" وتجديد سعيد سعدي رئيس الحزب البربري المتطرف "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" أطروحته القديمة الجديدة الداعية إلى "الجهونة" معتبرا في خطاب وجهه مؤخرا لحزبه أنه "لا مستقبل للجزائر خارج الجهوية" وأن الجهوية هي "الحل الأمثل" للخروج من الأزمة المتعددة الأبعاد التي تمر بها الجزائر".