أعلن في العاصمة الموريتانية نواكشوط عن زيارة مفاجئة قام بها وزير الخارجية الإسباني ميخيل انغيل موراتينوس، لموريتانيا الأحد الماضي واستمرت عدة ساعات، أجرى خلالها محادثات مطولة مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، قبل أن يغادر نواكشوط عائدا إلى بلاده. وقال مصدر دبلوماسي موريتاني ل"الرياض" إن الوزير الإسباني توجه مباشرة من المطار بعد وصوله إلى القصر الرئاسي حيث عقد اجتماعا مع رئيس الجمهورية استمر وقتا طويلا، ثم توجه بعد ذلك إلى المطار ترافقه وزيرة الخارجية الموريتانية الناها بنت مكناس في طريق عودته إلى بلاده، وقد منع عناصر الأمن المرافقين له الصحفيين من الاقتراب منه أو تصويره، كما طلب هو منهم عدم اعتراض سبيله أو طرح أي أسئلة عليه. ويقول مراقبون سياسيون إن الوزير الإسباني جاء إلى موريتانيا في إطار محاولة حلحلة ملف اثنين من المواطنين الإسبان اختطفهما تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قبل حوالي سبعة أشهر ويحتجزهما في صحراء شمال مالي. وكان التنظيم قد أعلن شروطه لإخلاء سبيل الرهينتين وفي مقدمتها الإفراج عن عناصر من التنظيم معتقلين في السجون الموريتانية، وهو طلب سبق لموريتانيا وأن أعلنت رفضها الاستجابة له بل وترفض حتى مجرد مناقشته. ولا يستبعد المراقبون أن يكون موراتينوس جاء في محاولة لإقناع الرئيس الموريتاني بالاستجابة لمطالب القاعدة لإنقاذ حياة الإسبانيين آلبيرت فيلالتا وروكي بسكوال اللذين اختطفا من قبل مهربين في الصحراء الكبرى يعملون لصالح أمير كتيبة الملثمين في الصحراء الكبرى "مختار بلمختار" المكنى "بلعور".