"من لم يشاهد شرم الشيخ فاته الكثير جدا" عبارة قالها سائح سعودي بعد زيارته الاولى لمدينة شرم الشيخ الساحرة والذي لم ينقطع عن زيارتها منذ اكثر من 8 سنوات متواصلة توجز بدقة روعة وجمال هذه المدينة الساحلية. الغريب كما يرويه السياح انه في كل يوم تشهد شرم الشيخ جديدا حتى ان من زارها بالأمس يكتشف شيئا مختلفا اذا زارها اليوم كما يشعر السائح بالائتلاف معها بسرعة. شرم الشيخ تستأثر بنحو 61 مليار جنيه من الاستثمارات السياحية في مصر هذه هي الحقيقة التي تحولت معها هذه الصحراء الشاسعة والجبال الشاهقة عند ملتقى خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر إلى مدينة عصرية خلال 10 سنوات فقط، والتي أهلتها للفوز بجائزة منظمة اليونسكو لاختيارها ضمن أفضل خمس مدن سلام على مستوى العالم من بين 400 مدينة وجعلها تستأثر بحوالي 90% من دخل السياحة في مصر. وتتوفر في تلك المدينة بنية أساسية قوية من المرافق والخدمات ويتزايد عدد سكانها بصورة كبيرة مع تزايد الأنشطة السياحية بصفة خاصة وتبلغ مساحة شرم الشيخ نحو 424 كيلومترا مربعا. «لا للتلوث» في شرم الشيخ و226 مليون دولار لتحويلها إلى مدينة خضراء يقول وزير السياحة زهير جرانة إن مدينة شرم الشيخ تعتبر نموذجا لمجتمع سياحي متكامل تهدف جميع أنشطته لخدمة السياحة خاصة الموارد البشرية التي تعمل بالمدينة بالسياحة سواء أكانت مباشرة أو غير مباشرة وأشار إلى ان عدد المنشآت السياحية بلغ 3248 منشأة. وتسعى شرم الشيخ الى المزيد من التطور وفي هذا الصدد قال هشام زعزوع مساعد أول وزير السياحة المصرية إن الوزارة بصدد تفعيل التوصية التي أوصت بها منظمة السياحة العالمية لتحويل مدينة شرم الشيخ السياحية إلى "مدينة خضراء" بكلفة 226 مليون دولار بالتعاون مع وزارة الخارجية ومنظمة التنمية الاقتصادية "UNDT" التابعة للأمم المتحدة. وأضاف زعزوع أنه ليس المقصود بمدينة خضراء هو زيادة المساحات الخضراء وإنما هو إيجاد بدائل تكنولوجية للطاقة لتقليل الانبعاثات الحرارية لثاني أكسيد الكربون وذلك للمحافظة على البيئة نظيفة وذلك من خلال برامج مختلفة فمثلا هناك برنامج لاستبدال الكهرباء بالطاقة الشمسية وأخرى واستخدام السيارات العاملة بالكهرباء لتقليل الانبعاثات الصادرة عن عادم السيارات. مشيرا إلى أن الوزارة قامت بإسناد دراسة تحويل شرم الشيخ "مدينة خضراء" إلى شركة "بوز انترناشيونال الأمريكية" وهي أكبر شركة متخصصة في هذا المجال, وأضاف أن الشركة ستقوم بتقييم منطقة شرم الشيخ من خلال البعد البيئي للمنطقة وكيفية تقليل الغازات المنبعثة من الفنادق والسيارات وغيرهم إلى جانب حصر الدراسات السابقة على المنطقة والوضع الحالي للمدينة. وسوف يقوم بالمشاركة في هذا التحويل والذي يكمن في قيام الفنادق تحت الإنشاء باستخدام المواد الصديقة للبيئة أما الفنادق القائمة ستقوم بإعادة تأهيلها مرة أخرى من خلال تمويل خاص من البنوك. وكشف زهير جرانة وزير السياحة عن الملامح الرئيسية لمشروع تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء والذي يعتمد على مواجهة التحديات المؤثرة على البيئة والتي تتكون من أربعة محددات تتمثل في تخفيض انبعاثات الكربون، وتحقيق الإمدادات المستدامة للمياه من خلال تخفيض الاستهلاك للأفراد والمنشآت السياحية، والإدارة الفعالة للمخلفات الصلبة والصرف الصحي، وأخيراً ضمان الحفاظ على حالة الشعب المرجانية بتخفيض نسبة التدهور. وأوضح جرانة أن ذلك سيتم من خلال تطبيق مجموعة من المشروعات المتكاملة يصل عددها إلى 33 مشروعا مقسمة بين 12 مشروعا متكاملا يتم العمل فيهم على مرحلتين، المرحلة الأولى على المدى القصير والمتوسط وتسعى نحو مواجهة المشكلة بصورة واقعية للحد من الآثار السلبية الناجمة عن الزيادة في أعداد الزائرين، بينما تعتمد المرحلة الثانية على الأجل الطويل وتهدف إلى تحقيق تغيير شامل حيث تتطلب تحويلا في الاستثمارات السياحية وفي الفن التكنولوجي المستخدم وهو ما يتطلب تعاون جميع الأطراف وحشد التمويل اللازم. وأضاف جرانة أن الدراسات التي يقوم بها المتخصصون أكدت أن تمويل هذه المشاريع لا يتعدى 2% من إيرادات السياحة المتولدة في شرم الشيخ سنويا خلال السنوات العشر المقبلة، حيث سيكون 48% من هذا الاستثمار ممولاً من خلال الجهاز المصرفي و52% من الاستثمارات سيتم الحصول عليها من المؤسسات الدولية الداعمة لمشروعات مواجهة التغير المناخي ومن خلال التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لإنشاء صندوق لتمويل متطلبات برنامج السياحة الخضراءGreen Fund.