في الوقت الذي تسعى فيه العديد من الدول الى مخاطبتنا بلغتنا عبر قنوات تلفزيونية تبث من اقمارنا العربية فشلنا نحن حتى في مخاطبة المقيمين بيننا وهم بالملايين في دول الخليج وحدها !!! روسيا وامريكا وايران والصين وفرنسا وتركيا وغيرهم من الدول لديهم قنوات ناطقة بالعربية موجهة للعالم العربي تخاطب الإنسان العربي بلغته وبثقافتها عبر مجموعة من البرامج المتنوعة السياسية والفنية والاجتماعية والثقافية وغيرها وعلى مدار الساعه ومن خلال هذه القنوات اصبح هنالك جسر من طرف واحد لنتعرف على هذه الشعوب بينما فشلنا في مد جسورنا اليهم سواء عبر مشاركتنا في قنواتهم او عبر اطلاقنا لقنوات موجهة لهم وبلغاتهم ولهذا اصبحنا نعرف الآخر ولايعرف الآخر عنا الا مايحاول اعداؤنا إلصاقه بنا وبديننا من تهم باطله. لقد نجحت بعض هذه القنوات في استقطاب المشاهد العربي لها حيث مكنته من التعرف على هذة الدول وعلاقتها بالعالم العربي وهي في مجملها قنوات إعلامية ترويجية في المقام الاول والمحصله النهائية ان الروس يخاطبوننا ولا نخاطبهم والصينيون يخاطبوننا ولا نخاطبهم والبقية على نفس المنوال وهكذا سنبقى بمعزل عن العالم نستقبل ولا نرسل نستورد ولا نصدر فأين الخلل ؟ سيقول البعض منا انها إمكانات فنحن نفتقر للإمكانات المادية التي تمكننا من تأسيس قنوات موجهة للشرق او للغرب وهذا الكلام صحيح لبعض الدول العربية قليلة الموارد ولكن العديد من الدول العربية ذات الموارد النفطية العالية والدول ذات الكيانات السياسية البارزة في المنطقة قادرة على تأسيس العديد من القنوات التي يمكن ان تخاطب الشرق والغرب بلغاتهم ويمكن لهذه الدول مجتمعة ان تؤسس قاعدة بث برامجي موحدة للكثير من البرامج بما يوفر عليها الكثير من التكاليف ويكون التنوع في دوبلاج هذه البرامج بلغات الشعوب المخاطبة اضافة الى نشرات الاخبار وهذا التكامل سيتيح لنا بث اكثر من قناة بتكلفة مشتقه من تكلفة بث قناة رئيسية واحدة لأننا عندما نقول ان على السوريين مخاطبة الروس وعلى الكويتيين مخاطبة الايرانيين وهكذا فإننا بهذا نبث قنوات من دوله الى دوله وهذا لايخدمنا كعالم عربي واسلامي بينما لو تم توحيد الشكل العام وتنوعت المواد وفق اهتمامات مانسعى لايصاله للاخر لامكننا ان نخاطب الآخر بشكل موحد وبزخم كبير من ثقافاتنا المتنوعة وبهذا تكون هذه القنوات جسر للوصول الى الآخر كما وصل إلينا ولعلي هنا اسنشهد بقناتي القرآن الكريم والسنة النبوية التي تنقل على مدار الساعة مايدور في الحرمين وتأثيرهما الكبير على المسلمين في مشارق الارض ومغاربها. ويبقى ان نقول اننا في امس الحاجة الى نقل صورة حقيقة عن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا وان تكون هذه القنوات وسيلتنا لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئه التي تفرغ اعدائنا لوصفنا بنا ولانملك عندما نسمعها إلا ان نحاور بعضنا البعض بينما المنطق يقول أن علينا الرد على كل من يسىء لنا باللغة التى يفهمها ومن الباب الذي يدخل منه ومن المؤسف ان على قمرينا اكثر من 700 قناة عربية فشل 90 % منها حتى في مخاطبتنا.