أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية أن القرار الحكيم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله القاضي بفصل شطري جامعة الملك فيصل ليؤكد الرؤية الثاقبة لولاة الأمر - حفظهم الله - بأن المنطقة الشرقية بامتدادها الجغرافي والتاريخي تستحق أكثر من جامعة. وقال سموه ان أثر فصل جامعة الدمام عن جامعة الملك فيصل سيظهر بمشيئة الله على المدى القريب في تنمية المنطقة وتطورها، وسيساهم في زيادة فرص الاستثمار، ودعم الحركة العلمية والبحثية من أجل بناء أجيال قادرة على العطاء والإبداع والمشاركة في المسيرة التنموية للبلاد في مختلف قطاعاتها. جاء ذلك في كلمة سموه خلال رعايته حفل تخريج الدفعة الحادية والثلاثين من طلاب جامعة الدمام مساء أمس الأول والتي بلغ المجموع الكلي لخريجيها لهذا العام (7898) من الخريجين والخريجات في مختلف كليات الجامعة. وبين سموه أن ما يحظى به التعليم العالي من اهتمام الدولة رعاها الله يأتي من منطلق الإدراك بأهمية هذا النوع من التعليم ضمن المنظومة التعليمية المتكاملة، مؤكداً بأن ذلك نتاج للنهج الذي وضع أُسسه مؤسس هذه البلاد المغفور له الملك عبدالعزيز، حيث وضع برؤيته الثاقبة عندما وحد المملكة نشر التعليم باعتباره أساس التنمية، وسار على هذا الطريق أبناؤه البررة من بعده إلى عهد خادم الحرمين الشريفين رائد التعليم الشامل وقائد النهضة التعليمية المعاصرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، الذي يؤمن إيماناً تاماً بأن التعليم هو مفتاح التنمية في المجتمع. وأبان سموه أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بالتعليم العالي قد تجسد بتطوير برامج التعليم من خلال افتتاح الجامعات الجديدة ومضاعفة أرقام المستفيدين من الابتعاث، وتوقيع اتفاقيات التعاون مع أشهر الأكاديميات بالعالم ومضاعفة مخصصات التعليم العام والتعليم العالي في موازنة المملكة سنويا وهو ما سينعكس بمشيئة الله إيجابا على مخرجات التعليم وقدرتها على تلبية احتياجات سوق العمل خاصة في التخصصات النادرة التي مازالت تحتاج إلى توطين، مؤكداً على أن الإنجاز الذي تحقق في ظل القيادة الحكيمة قد ارتبط بالدرجة الأولى بالإنسان الذي هو محور البناء والتطور وركيزة التقدم، كون الاستثمار في المورد البشري من أرفع وأنبل مجالات الاستثمار. الدكتور الربيش يكرم سمو الأمير محمد وعبر سمو أمير المنطقة الشرقية عن سعادته وهو يخرج الدفعة (31) من طلبة جامعة الدمام، وقدم التهنئة لأبنائه الخريجين على نجاحهم وتفوقهم بعد سنوات من الجد والتحصيل والمثابرة، كما وجه الشكر إلى أولياء أمورهم على ما بذلوه من جهود وتضحيات لتذليل كل العقبات والمصاعب التي اعترضت أبناءهم لإيصالهم إلى هذه المرحلة من النجاح. ووجه سموه كلمة أبوية لأبنائه الطلاب وأوصاهم بتقوى الله وبذل قصارى الجهد والعمل بأمانة وإخلاص وأن يستشعروا عِظم المسؤولية الملقاة عليهم تجاه دينهم وأسرهم وولاة أمرهم ومجتمعهم، وحذرهم من الوقوع في مواطن الزلل والانحراف، وقال سموه بأننا اليوم في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الحكمة ونفاذ البصيرة، وأن نظل صفاً واحداً يدافع يداً بيد عن بلدنا الغالي في مواجهة الأخطار، ويظل هدفنا الأسمى وطن عزيز الجناب، نتشرف جميعا بأن نكون له جندا نفتديه، ونذود بأرواحنا عن رايته لتظل دوما عالية خفاقة في ظل القيادة الرشيدة لقائد مسيرتنا وراعي نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه. وكان الحفل الذي بدأ بالمسيرة الأكاديمية قد استهل بالقرآن الكريم فكلمة لأحد الخريجين القاها نيابة عن زملائه الذين عبروا فيها عن سعادتهم برعاية سمو أمير الشرقية حفل تخرجهم وما تحقق لهم من أهداف جعلتهم في كامل التأهيل لخدمة هذا الوطن. ورحب مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش في كلمته بسمو أمير المنطقة الشرقية مقدراً لسموه تفضله برعايته حفل التخرج والذي يعد امتداداً لما حظيت وتحظى به الجامعة من دعم سموه ومساندته لجميع أنشطتها وفعالياتها، مشيراً إلى أن هذه الرعاية تؤكد أن التعليم هو الدعامة المؤثرة في مسيرة التطور والنماء والذي يأتي ضمن نهج حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي يعتبر الانسان أساس التمنية ورأس المال الحقيقي الذي به وله تتحقق رؤية البلاد الطموحة. وأكد في كملته أن الجامعة وقعت عددا من العقود بأكثر من (800) مليون ريال من أجل استكمال مشاريع المدينة الجامعية، كما ستتم ترسية عدد من المشاريع خلال الأشهر القادمة بأكثر من (700) مليون ريال، كما تم توقيع عدد من العقود الخدمية والاتفاقيات مع عدد من الجامعات لإجراء بحوث مشتركة ونقل وتوطين الخبرة في مجالات الجودة والعملية التعليمية والأبحاث العلمية. وأدى الطلاب بعد ذلك قسم الأطباء ثم أعلنت النتائج بتخريج الدفعة الحادية والثلاثين من طلاب جامعة الدمام، بعدها قدمت الهدية التذكارية لراعي الحفل تقديرا لسموه لتشريفه ومشاركته فرحة الخريجين يوم تخرجهم. الجدير بالذكر أن حفل التخرج الذي رعاه سمو أمير المنطقة الشرقية يعد الأول في تاريخ جامعة الدمام بعد قرار فصلها عن جامعة الملك فيصل. مسيرة خريجي كلية الطب