لاأعرف كم طالت أحلامنا حتى كادت تشيخ ونحن ننتظر قناة ثقافية تختص بنا في زمن المرئي ... وحين خرجت إلى النور تعثّرتْ بنا .. هكذا كنتُ أتابع هذا الطرح ( النسائي ) المحموم تجاه معدة ومقدمة برنامج المقهى الثقافي في قناتنا الثقافية وأعني بها الشاعرة والإعلامية ميسون أبو بكر ... ولأنني أجاهد دائما للوقوف في منطقة وسطى ليست للأصدقاء وليست لخصومهم حين أقاسمهم الود والاحترام والحوار والاختلاف ، إنما أردت أن أطرح عددا من الأسئلة لآل قلبي جميعهم الأصدقاء والأصدقاء أيضا .. هل تحتمل هذه القناة الوليدة التي تعلّقت بها أحلامنا كل هذا الضجيج والاحتجاج والتنديد بميسون ؟، فقط لأنها كما يبدو للجميع وأولهم المسؤولون عن القناة الأكثر عملا وحضورا وسفرا وربكة واقتناصا لمئات المبدعين في ساحتنا الثقافية على مدى حضورها الإعلامي المتنقّل بين أشرعة الإخبارية ومرافئ الأولى ودقائقها الستين وأخيرا مقهى الثقافية ... القناة الثقافية الوليدة تكتظُّ ساعاتها بالبرامج التسجيلية المكسوّة بغبار الرياض وأظن هذا بسبب فقر في البرامج الحية والآنية ، مع توافر برامج أخرى متفاوتة في قيمتها الثقافية غير المقهى الثقافي (البرنامج القضية ) كبرنامج ( كلمات وحروف ) الذي تقدمه المذيعة منى أبو الليل وقائمة أخرى من البرامج ( مساحة حرة / أطياف / قناديل / المنتدى الثقافي / المشهد الثقافي ) ويقوم عليها عدد من المبدعين المتميزين من أمثال جبريل أبو دية أو أحمد التيهاني وغيرهم من المبدعين ، في حين يعجّ بعضها بنكهة البدايات وربكتها وقلة الخبرة فيها على مستوى الإعداد والتقديم أوحتى التواصل مع المثقفين ،.. ومن غير المعقول أن تقف ميسون في وجه برامج جديدة متميزة ،أو أن تتصارع مع البرامج الأخرى المتميزة وتتصدى لها على الرغم من كم الأخطاء الأسلوبية والنحوية في بعض البرامج المسجّلة والقائمة على جودة اللغة ، ثم من غير المعقول أكثر أن يؤمن المسؤولون في القناة بهذا التصدّي العدائي لميسون ( إن حصل ) لولا يقينهم ودرايتهم بخبراتها وجهودها وتعبها والاعتماد عليها لتكون مستشارة للبرامج الثقافية في القناة ، وهو اعتماد منطقي في ظل حضورها الإعلامي عبر أكثر من قناة محلية من جهة واكتسابها لخبرات ثقافية متنوعة نتيجة إعدادها الثقافي لذاتها من جهةٍ ثانية فتاريخها الشعري أقدم بكثير من تاريخها الإعلامي ، فضلا عن نشاطها وتفانيها وجهادها الملم! من أجل خلق آفاق إعلامية تتحرك خلالها عن طريق علاقاتها النبيلة بكثير من المثقفين والمبدعين ، ولأنني أعلم كأحد المهتمين والمنشغلين بخطوات هذه القناة حجم العمل الكثيف والمضني الذي تقوم به ميسون سنفترض بالطبع وقوع أخطاء مهنية لديها تبعا لكثرة الأعباء والتنقّل والمجاهدة وهي التي حاول وزير الثقافة والإعلام الاستقصاء حيالها وخرج بتصريحه المؤثر والواضح المنشور في صحيفة إيلاف الالكترونية الأسبوع الماضي وأكّد فيه على كفاءة الإعلامية الشاعرة ميسون أبو بكر ووصف ما يثار حيالها بالأمر ( غير الطبيعي ) .. بقي أن أشير إلى أن هذا الطرح يستهدف من حيث المبدأ مساحة الضوء الشاسعة كما أراها في سيرة ميسون الثقافية أو الإعلامية بعيدا جدا عن إيماءات وسخافة النوايا والشخْصَنة في العمل الثقافي وبعيدًا أكثر عن مصادرة أو حتى الخوض في آراء أخرى ترى غير ذلك .