بعد مونديال البرازيل الذي ذهب للأوروغواي ظهرت الأسطورة المجرية التي حققت ذهبية الألعاب الأولمبية في أولمبياد هلسنكي عام 1952م ، المجر كانت مدججة في ذلك الوقت بنجوم خرافية على رأسهم بوشكاش أحد أساطير كرة القدم عبر تاريخها ومعه الثلاثي الرهيب كوتيش وهايدجكوتي وبزتشيك، المجر في طريقها لنيل الذهبية الأولمبية هزمت حامل لقب ألعاب لندن 1948 منتخب السويد وجرده بوشكاش ورفاقه من لقبه باكتساحه بستة أهداف نظيفة في نصف النهائي قبل الفوز على اليوغسلاف في النهائي بهدفين نظيفين، لذلك كان فوز المجر بكأس العالم 1954 أمراً متوقعاً وزاده تأكيداً الفوز الكاسح في ويمبلي عام 1953 على منتخب إنجلترا 6 -3 بحضور 100 ألف بريطاني، ثم الفوز في مباراة ثانية في العاصمة المجرية بودابست في العام ذاته بنتيجة 7- 1 !!. ومع بداية المشوار في المونديال سحقت المجر كوريا الجنوبية 9 - صفر ثم هزمت ألمانياالغربية 8 - 3 ، وفي ربع النهائي فازت المجر على البرازيل 4 - 2 وهي أكبر هزيمة تتلقاها البرازيل في تاريخ المونديال من 1930 حتى نهاية 2006. في نصف نهائي مونديال 1954 واصلت المجر عروضها القوية ونتائجها الساحقة فجردت الأوروغواي من لقبها بالفوز عليه 4 - 2 في الوقت الإضافي بعد التعادل في الشوطين الأصليين بهدفين لمثلهما. وواجهت المجر في النهائي منتخب ألمانياالغربية الذي سحقته في الدور الأول بثمانية أهداف،أقيمت المباراة على ملعب وانكدورف في برن يوم الأحد 4 يوليو 1954 بحضور 60 ألف متفرج، من الوهلة الأولى كانت مهمة المجر تبدو سهلة وزادها تأكيداً تقدمها بهدفين في الدقيقتين 6 و 8 عن طريق بوشكاش ثم زيبور ولذلك ظن الجميع أن النهائي سيكون سيركاً مجرياً من الأهداف لكن الألمان ردوا سريعاً في الدقيقة العاشرة عن طريق مورلوك وفي الدقيقة 18 وتسبب الحارس المجري توني توريك في غلطة فادحة ترجمها هيلموت راين هدفاً ثميناً للألمان وبالتعادل انتهى الشوط الأول، ونجحت الماكينات الألمانية في كبح جماح المتاريس المجرية طوال الشوط الثاني حتى جاءت الدقيقة 84 بضربة قاصمة ومفاجئة أسفرت عن هدف ثالث للألمان عن طريق هيلموت الذي شارك في المونديال بعد غياب طويل عن المباريات الدولية، وجن جنون المجريون فشنوا هجمات متوالية وسجل بوشكاش هدفاً لكنه لم يحتسب بحجة التسلل وساهم ضيق الوقت في نهاية المباراة بمأساة مجرية وفوز ألماني غير متوقع في مفاجأة يعتبرها نقاد الكرة من أقوى مفاجآت كأس العالم.