نقلت شبكة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" عن مذكرة لوزارة الامن القومي الاميركي ان عدد محاولات شن هجمات على الولاياتالمتحدة في الاشهر الفائتة تجاوز الارقام التي سجلت العام الماضي. وتوقع تقرير الوزارة الصادر في 21 ايار - مايو ونشر على موقع سي ان ان ليل الاربعاء الخميس ان تسعى الجماعات المتطرفة الى شن هجمات اضافية في الولاياتالمتحدة "بوتيرة متزايدة". وحثت المذكرة التي رفعت عنها السرية الاجهزة الامنية الاميركية على "العمل على اساس ان اجهزة اخرى موجودة في العالم وقد تنفذ مخططاتها بدون تحذير واضح". وشددت المذكرة على حالات ناشطين مكثوا في البلاد لسنوات وازدادوا تشددا وخططوا لهجمات، محذرة من تضاءل القدرة على مطاردتهم، مثل الاميركي الباكستاني فيصل شهزاد الذي حاول تفجير سيارة مفخخة في ساحة تايمز سكوير في وسط نيويورك في الشهر الجاري. واشار التقرير الى ان تقليص فترات التدريب في الخارج "مقارنة بدورات تدريب اطول في عمليات سابقة" يدل على مشاكل في رصد نشاطاتهم بحسب وزارة الامن القومي. ولفتت المذكرة الى توجهات جديدة تشير الى ان المخططين انتقلوا الى "هجمات اقل ضخامة قابلة للتنفيذ ضد اهداف يسهل الوصول اليها". وصدر التقرير فيما اعتبرت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما ان تهديد التطرف الداخلي جزء لا يتجزأ من السياسة الامنية الاميركية. ويرجح ان تركز الادارة في استراتيجية جديدة للامن القومي تعلنها الثلاثاء على خطر المتشددين المحليين في اعقاب الضغوط التي حدت من تنقل عناصر القاعدة وجمعهم الاموال وتنفيذ الهجمات. وقال نائب مستشار الامن القومي لمكافحة الارهاب والامن القومي لدى اوباما جون برينان في كلمة الاربعاء ان تنظيم القاعدة بات يعتمد على "جنود مشاة" لم يتلقوا تدريبا كافيا لكنهم قادرون على اختراق الدفاعات الاميركية لانهم خارج الصورة النمطية للارهابيين . وأعلن برينان إن الإدارة الأميركية ستكشف الخميس عن استراتيجيتها للأمن الوطني، وهي المرة الأولى التي يقر فيها رئيس أميركي علناً بتهديد يواجهه البلاد من قبل "راديكاليين" في داخلها، وشدد أن بلاده لا تحارب الإسلام بل عدوّها هو تنظيم "القاعدة" وتوابعها. وقال برينان في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن فيضا من المخططات المتعلقة "بالإرهاب" في الولاياتالمتحدة حثت مؤخراً إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لأن يوردوا في الوثيقة مسألة "الإرهاب المتنامي داخل البلاد".وقال إن "الإرهاب المتنامي داخل البلاد" يشكل مرحلة جديدة من التهديد "الإرهابي". وأضاف "رأينا عدداً متزايداً من الأشخاص هنا في الولاياتالمتحدة باتوا مأسورين بإيديولوجيا التطرف أو دوافعها.. رأينا أشخاصاً بينهم مواطنين أميركيين مسلحين بجوازات سفرهم الأميركية، يسافرون بسهولة إلى ملاذات المتطرفين الآمنة، ويعودون إلى أميركا، وقد أعيقت مخططاتهم المميتة عبر الاستخبارات المنسقة". وأشار إلى أن بلاده عززت دفاعها ضد الهجمات الكبيرة المماثلة لهجمات 11 أيلول - سبتمبر، معتبراً أن تنظيم "القاعدة" ظهر على أنه "عدو مرن واسع الحيلة وعازم". وقال إن "القاعدة" تستخدم أشخاصاً خضعوا لتدريبات قليلة يحاولون القيام بهجمات بسيطة وتبحث عن أشخاص يعيشون داخل الولاياتالمتحدة لتنفيذ هذه الهجمات. وشدّد ان حرب بلاده "لم ولن تكن حرباً ضد الإسلام.. فالإسلام جزءٌ من اميركا"، مضيفاً "عن عدونا هو تنظيم "القاعدة" و"الجماعات الإرهابية" التابعة لها. وأضاف "في الوقت الذي يعدّل ويطوّر فيه عدوّنا تكتيكاته، علينا بالتالي أن نعدّل ونطوّر تكتيكاتنا بشكل ثابت". ولم يعط برينان أية تفاصيل محددة بشأن استراتيجية أوباما لمكافحة "القاعدة" وشركائها، لكنه لفت إلى أنها "ستطلب حملة واسعة ودائمة ومتكاملة" تسخر كل قوة أميركا وجيشها ومواطنيها ودبلوماسيتها وطاقتها. إلى ذلك كشفت وسائل إعلام أميركية أن الاستراتيجية الجديدة اعتبرت أن التفوق العسكري ليس كافياً للحفاظ على قوة أميركا وتأثيرها في العالم، وعليها أن تبني مؤسسات دولية وتوسع شراكاتها الدولية عدا عن حلفائها التقليديين. واعتبرت الاستراتيجية أن المحافظة على قيادة أميركا عالمياً ستعتمد أيضاً على اقتصاد محلي قوي والتزام بالتعليم، والطاقة النظيفة، والعلوم والتكنولوجيا وعجز فدرالي منخفض. وفي الوقت الذي ستبقى فيه المصلحة العسكرية "حجر الزاوية في الدفاع الوطني ومرساة للأمن العالمي" فإن الاستراتيجية تدعو إلى "شراكات جديدة مع مراكز التأثير البازغة" وإلى "دفعة للمؤسسات الأكثر قدرة على الرد على التحديات في وقتنا الحاضر".